لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مكانة قريش]

صفحة 138 - الجزء 1

[مكانة قريش]

  لقريش مكانة مرموقة عند قبائل العرب في الجاهلية والإسلام، فكل قبائل العرب تعترف لقريش بتقدمها في الفضل والشرف على من سواها من القبائل بسبب ما اختص الله تعالى قريشاً من النعم.

  وقد ذكَّر الله تعالى قريشاً بتلك النعم في كتابه الكريم فذكر تعالى صنيعه بأصحاب الفيل فقال: { أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ ٥}⁣[الفيل].

  وذكَّرهم تعالى بنعمة الأمن في أسفارهم إلى اليمن وإلى الشام في حين أن غيرهم خائف، فقال سبحانه وتعالى: { لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ١ إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ ٢ فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ ٣ ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ٤}⁣[قريش].

  وذكَّرهم تعالى بنعمة الأمن في وطنهم فقال جل شأنه: {أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ}⁣[العنكبوت: ٦٧]، وأسكنهم الله تعالى أشرف البقاع على وجه الأرض وأفضلها {إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ ٩٦ فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ}⁣[آل عمران]، {وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٢٥}⁣[الحج].

  ولعظمة موطن قريش أقسم الله جل وعلى به فقال: {لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ١ وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٢}⁣[البلد]، {وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ ٣}⁣[التين].

  وقد حكى الله سبحانه وتعالى دعاء إبراهيم # لأهل ذلك البلد الحرام فقال جل شأنه: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ