[عاقبة من لم ينصر الدين]
  مؤمنين بالله واليوم الآخر؛ فقال سبحانه: {إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ ٤٥}[التوبة]، ثم قال عنهم: {۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ ...}[التوبة: ٤٦].
[عاقبة من لم ينصر الدين]
  تهدد الله تعالى المنافقين وضعاف الإيمان ووبخهم أشد التوبيخ لعدم استجابتهم لأمر الله تعالى ورسوله ÷ لهم بالغزو مع الرسول ÷ أي: غزوة تبوك، فقال سبحانه: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٣٩ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ ...}[التوبة]، هذا النداء وهذا التهديد هو للذين آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم، أما المؤمنون حقاً فقد استجابوا.
[كثرة المنافقين وضررهم]
  وتشير هذه الآيات إلى أن المنافقين كانوا ذوي عدد كثير، وتأثير كبير، ولو كانوا قليلاً كما يروى لكان وجودهم في المجتمع الإسلامي كالعدم.
  قد كان للمنافقين دور كبير في تخذيل المسلمين عن الجهاد مع نبيهم ÷ كما حدث في يوم أحد فقد انفصل عبدالله بن أبيّ بثلث المسلمين وتركوا الجهاد يومئذ، وكما حدث يوم الخندق من أخبار المنافقين كما حكاه الله تعالى في سورة الأحزاب.