لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[معاملته ÷ مع المنافقين]

صفحة 170 - الجزء 1

  موت النبي ÷ كثرة المنافقين بين ظهراني الصحابة.

  - ذكر الله تعالى المنافقين في القرآن بكثرة مما يدل على أن لهم وجوداً كبيراً بين المسلمين يشكل خطراً كبيراً على الإسلام والمسلمين، حتى قال الله تعالى لنبيّه ÷: {هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ٤}⁣[المنافقون].

[معاملته ÷ مع المنافقين]

  كان النبي ÷ مع استحكام معرفته بأكثر المنافقين لا يكشف سترهم، ولا يعاملهم بما في قلوبهم من النفاق، وكان القرآن ينزل في ذم المنافقين عموماً، وكان ÷ لا يَجْبَهُ أحداً منهم بما يكره ولا يجفوه، وكان يصدر من كثير من المنافقين فلتات تدلّ على نفاقهم، فيغضي ويعرض، وهكذا كان خلقه ÷ مع جميع أصحابه المنافقين وغير المنافقين، وتماماً كما قال تعالى عن خلق نبيه ÷: {فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ}⁣[آل عمران: ١٥٩]؛ لذلك لم يؤْثَر عن النبي ÷ أنه عيَّر أحداً بذنبه، أو أعلمه بذنبه إلا أن يكون حداً من حدود الله تعالى.

[أصناف الصحابة ومنازلهم]

  للصحابة منازل متفاوتة وهي:

  ١ - منهم المنافقون، وقد قدّمنا أصناف المنافقين.

  ٢ - ومنهم مخلصون حقاً لا يشوب إخلاصهم ما يكدره، وهم قِلَّة قليلة، وقد عينت الآثار والأخبار أشخاصاً على رأسهم علي بن أبي طالب، ومنهم عمار وأبو ذر، وسلمان الفارسي والمقداد، وهؤلاء ممن عاش بعد النبي ÷، ومن هذا الصنف أشخاص قُتِلوا في عهد النبي ÷.

  ٣ - ومنهم من إخلاصه راجح إلا أنه لم يصل إلى منازل الصنف الذين ذكرناهم،