لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الصحابة وطبائع البشر]

صفحة 171 - الجزء 1

  ويتمثل هذا الصنف في الكثير من الأنصار، ولضعف الإخلاص صدرت منهم هفوات في حق علي وأهل البيت، وتناسوا العهد الذي أخذه النبي ÷ عليهم، وهم وإن صدر ما صدر منهم من الهفوات في حق علي وأهل البيت بعد موت النبي ÷ فقد عادوا لنصر علي # في خلافته وقاتلوا معه في حروبه، وإنما نزلنا هذا الصنف هذه المنزلة نظراً لما ظهر لنا من أعمالهم؛ لأن الأعمال الظاهرة تدل على ما وراءها من الأعمال الباطنة.

  ٤ - ومنهم صنف منزلته في الإخلاص دون من ذكرنا في الرقم الثالث، ويتمثل هذا الصنف في الأكثرية من قريش المهاجرين منهم والطليق، ودليل ذلك: ما ظهر من أعمالهم التي خالفوا فيها الرسول ÷ ولم يبالوا بعصيانه، فإن في ذلك دليلاً على ضعف الإخلاص واستيلاء الهوى، حتى صار الإخلاص مرجوحاً والهوى راجحاً. وهذه الأصناف الأربعة هي التي عرفت الإسلام وصحبت النبي ÷ في سفره وحضره، وكثرت مجالستها له ÷ وكثر سماعها منه ÷.

  ٥ - وهناك صنف خامس وهم الذين أسلموا ورأوا النبي ÷ ولم يكن لهم من الصحبة والاستماع والمجالسة مثل ما كان للأصناف الأربعة، ونعني بهؤلاء العوام الذين يقال عنهم: إنهم أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح.

[الصحابة وطبائع البشر]

  الصحابة بشكل عام كغيرهم من الناس، تتصارع في صدورهم طبائع الخير والشر، وطبائع الرذيلة والفضيلة، وتميل بهم الأهواء أحياناً، ولم ترفعهم الصحبة للنبي ÷ إلى درجة الملائكة المعصومين، ولم يبلغوا بها منازل الأنبياء والمرسلين، بل ما زالت طبائعهم البشرية عن صدورهم لا في عهد النبي ÷ ولا بعد موته.