[غلو المخالف في الصحابة والجواب عليه]
[غلوّ المخالف في الصحابة والجواب عليه]
  وقد ابتدع أهل السنة والجماعة مذهباً في الصحابة غلوا فيه غلواً كبيراً فحكموا لمن كان صحابياً:
  ١ - أنه لا يضرّه مع الصحبة ذنب.
  ٢ - أنه لا يجوز ذمّ عصاة الصحابة المرتكبين للكبائر.
  ٣ - لا يجوز ذكر ما جرى بين الصحابة من العداوات والحروب و ... الخ.
  ٤ - من ثبتت صحبته ولو برؤية النبي ÷ مرة واحدة فقد جاوز القنطرة أي أنه عَدْلٌ ثقة لا يجوز لأحد توجيه النقد إليه ولا التجريح.
  ٥ - توجيه النقد إلى الخلفاء أو توجيه التساؤلات إليهم زندقة، وكل ذلك يُرَادُ به معاوية وأبو بكر وعمر وعثمان ومن كان في صفهم من الصحابة دون علي بن أبي طالب وأتباعه وأشياعه من الصحابة فليس لهم في تلك الحصانة حظّ ولا نصيب عند أهل السنة والجماعة، وحينئذ يعرف أن تلك الحصانة والقداسة ليست من الإسلام في شيء وإنما هي مذاهب سياسيَّة تبنَّاها سلاطين أهل السنة والجماعة وأدخلوها في شرائع الإسلام، ودليل بطلان مذهبهم ذاك أمور:
  ١ - أن القرآن الكريم مدح الصحابة في مواضع من القرآن وذمَّهم في مواضع منه(١)، فأخذ أهل السنة بآيات المدح وأعرضوا عن آيات الذم.
  ٢ - أن الرسول ÷ أثنى على الصحابة في أحاديث وذمّ في أحاديث(٢).
  ٣ - أن هذه الحصانة والقداسة لم تكن موجودة في زمن النبي ÷ ولا في
(١) وقد تقدم ذكر بعضها.
(٢) من ذلك رواية الحوض وفيها: «فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي» وممن رواها البخاري ومسلم في صحيحهما، انظر تخريجه في كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.