[مركز أهل البيت $ بعد موت النبي ÷]
  ÷ من تُعَلِّق به ثاراتها إلا علياً وفاطمة في الدرجة الأولى، ثم سائر بني هاشم في الدرجة الثانية.
  فلما استولت قريش على الخلافة حانت لها الفرصة للانتقام والتشفي، وقد ذكرنا فيما تقدم كيف تعاملت قريش في أول خلافتها مع علي وفاطمة - أهل البيت - لذلك أصبح مركز أهل البيت في عهد الخلافة القرشية مركزاً ضعيفاً، صبَّت عليه قريش في خلافتها أحقادها التاريخية، وقطعت حبال المودة، ولم تراع في ذلك المجال وصايا الرسول ÷، ولا وشائج الأرحام، ولا حقوق الإيمان والإسلام، فجهدت قريش غاية الجهد وسعت غاية السعي إلى طمس فضائل علي # وإلصاق التهم والمعائب بشخصيّته فما زالت تلك السياسة جاهدة حتى صار بغض علي وكراهته ثقافة عامة داخلة ضمن الثقافة الإسلامية، بل صار بغضه أخيراً من أساسيات الإسلام وقواعده، فكان علي في نظر تلك القوانين والسنن أعظم مجرم، وأكبر عدوّ لخلافتهم، ولم تظهر هذه السنن ظهوراً مكشوفاً على المستوى العام إلا في عهد معاوية بن أبي سفيان حيث أظهر تلك السنة فأمر بلعن علي # في خُطَبِ الجمعة في جميع مساجد المسلمين، ثم بعد ذلك قتل يزيدُ بن معاوية الحسينَ بن علي بن أبي طالب، وسبعة عشر رجلاً من أهل بيته وداسوا جثثهم بحوافر خيولهم وَسَبَوْا نساءهم.
  وقد أرادت السياسة بعد النبي ÷ وما تعقّبها على اتخاذ إصلاحات في دين الإسلام منها: التشطيب على أهل بيت النبي ÷ وعلى رأسهم علي بن أبي طالب، ونسف مركزهم الذي بناه لهم رسول الله ÷ في الإسلام، وأرادت تلك السياسة أن يكون دين الإسلام خالياً عن ذكر علي وأهل البيت، وأن يكون بعيداً عنهم، وأن يصبح الإسلام في جانب وعلي وأهل البيت في جانب، ومع مرور