[مركز أهل البيت $ بعد موت النبي ÷]
  وهكذا أصبح الدين الرسمي للإسلام في جميع بلدان الإسلام من طنجة غرباً إلى حدود الصين شرقاً.
  وقد انعكس ذلك الانقلاب السياسي على كثير من الأحكام الإسلامية بالتغيير والتبديل، والزيادة والنقص، وما زلنا إلى اليوم نعاني من آثار تلك الظروف السياسية فما زال السواد الأعظم من المسلمين إلى اليوم يرون أن حب علي بن أبي طالب جريمة وذنب، ولا تقبل لمحبّي علي شهادة ولا تقبل لهم رواية، ويسمي أهل السنة والجماعة ذلك بـ: (سُنَّة الخلفاء الراشدين)، وروّجوا لذلك برواية اختلقوها: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، وكان خلفاء قريش يرون لأنفسهم حقّ الصلاحية في التحليل والتحريم، والتغيير والتبديل، و ... إلخ مما أدّى إلى وجود سنة أخرى هي سنة الخلفاء الراشدين، وأصبحت هذه السنة هي السنة الحية، أما سنة النبي ÷ فقد
= على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا في مجالسهم، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل، حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها، ولا تدينوا بها، فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي @، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد على الأرض، ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين # وولي عبد الملك بن مروان فاشتد الأمر على الشيعة، وولى عليهم الحجاج بن يوسف، فتقرب إليه أهل النسك والصلاح ببغض علي وموالاة أعدائه وموالاة من يدعي من الناس أنهم أيضاً أعداؤه، فأكثروا من الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم، وأكثروا من الغض من علي كرم الله وجهه وعيبه والطعن فيه والشنآن له، حتى إن إنسانا وقف للحجاج - ويقال: إنه جد الأصمعي عبدالملك بن قريب - فصاح به: أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني علياً، وإني فقير بائس، وأنا إلى صلة الأمير محتاج؛ فتضاحك الحجاج وقال: لِلُطْفِ ما توسلت به قد وليتك موضع كذا.