[خلافة أبي بكر وتمرد قبائل العرب]
  صارت منسية، وقد حظيت سنة الخلفاء الراشدين برعاية أهل السنة والجماعة وعنايتهم وتعصبّوا لها على طول التاريخ إلى اليوم.
[خلافة أبي بكر وتمرّد قبائل العرب]
  لما تسلّم أبو بكر الخلافة في المدينة المنورة تمرّدت على خلافته قبائل العرب في الجزيرة العربية، وأبوا الانقياد لطاعته، ولم يبقَ تحت خلافته إلا المدينة، فشاور نصحاءه في ذلك الأمر، فعزم بعد المشاورة على حرب المتمرّدين عن طاعته، وكانوا قد تمردوا عن تسليم الزكاة إلى أبي بكر، أما الأذان والصلاة فقد كانوا يؤذّنون ويصلون، فقال أبو بكر: والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله ÷ لقاتلتهم على منعه(١)، فبعث الجيوش، وأمر عليها صناديد قريش فأخضعوا تلك القبائل العربية على الطاعة بعد أن خاضوا في دمائها بلا رحمة، وطحنوها بلا شفقة، وسبوا نساءها وذراريها، وتغنّموا أموالها، ولم تكن تلك القيادات تعرف العفو والرحمة، فقد كانوا يحاصرون القبيلة حتى تستسلم، فإذا استسلمت ضربوا أعناقهم صَبْراً وسبوا نساءهم وتغنّموا أموالهم.
  والذي يطالع حروب الردة في كتب التاريخ، كتاريخ الطبري وغيره يجد في تلك الحروب قساوة وغلظة، لا يصنعها إلا الجبابرة، ولا ينبغي إطلاقاً أن تنسب إلى دين الرحمة، ودين العفو ودين الإحسان: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء].
(١) رواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، والترمذي في سننه، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم، كلهم بلفظ: قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ÷: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ...» وفيه: «والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله ÷ لقاتلتهم على منعه.