[عداوة بني أمية لبني هاشم والإسلام]
  منا نبي، والله لا يكون هذا أبداً.
  لهذا اغتاضت بنو أمية حين أكرم الله تعالى بني هاشم بالنبوة وعلموا أنهم قد فاتوهم بالشرف، وأنه لا سبيل إلى اللحاق بهم، فأجمعوا على الحرب إلى أن يطسموا النبوة وينسفوها نسفاً.
  وقد ذكر الله تعالى بني أمية في القرآن وسمّاهم الشجرة الملعونة في القرآن في قوله تعالى: {وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا ٦٠}(١) [الإسراء].
  بل ذكر الله تعالى أمَّ جميل أخت أبي سفيان وسمّاها (حمَّالة الحطب) وكانت
(١) ذكر أن المقصود بها بنو أمية أو الحكم وبنوه ضمن الأقوال في تفسيرها في: الدر المنثور للسيوطي (٥/ ٣٠٩) نقلاً عن ابن أبي حاتم عن ابن عمر وجعلهم الحكم بن أبي العاص وولده، وفيه روايات ذكر أن النبي ÷ رأى في المنام بني أمية على منابر الأرض. وفيه (٥/ ٣١٠) رواية عن عائشة أنها قالت لمروان: سمعت رسول الله ÷ يقول لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن. وفي التفسير البسيط للواحدي (١٣/ ٣٨١) ذكر الأقوال في تفسير الآية وقال: وروى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: «الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية» وقال في رواية عطاء: يعني الحكم بن أبي العاص، ثم ساق وذكر قول عائشة لمروان. اهـ وذكر في حاشية الشهاب (٦/ ٤٤) قول عائشة لمروان. وذكر في تفسير القرطبي (١٠/ ٢٨٦) هذا التفسير عن ابن عباس، وذكر قول عائشة لمروان: لعن الله أباك وأنت في صلبه فأنت بعض [فضض. (هامش)] من لعنة الله. وذكره صاحب البحر المحيط (٧/ ٧٦) وقال: وقيل: بنو أمية، حتى إن من المفسرين من لا يعبر عنهم إلا بالشجرة الملعونة ... إلخ. وفي إيجاز البيان عن معاني القرآن (٢/ ٥٠٢) قال: وقيل: الشجرة الملعونة بنو أمية فإنهم الذين بدلوا وبغوا. وفي فتح الباري (٨/ ٣٩٩) عن عبدالله بن عمرو: الحكم بن أبي العاص وولده. اهـ (منقولاً من هذه المصادر وفي بعضه اختصار يسير). وانظر أيضاً: تفسير ابن كثير (٥/ ٩٢)، غرائب القرآن ورغائب الفرقان (٤/ ٣٦٢)، فتح القدير للشوكاني (٣/ ٢٨٤)، مفاتيح الغيب للرازي (٢٠/ ٣٦١)، فتح البيان في مقاصد القرآن (٧/ ٤١٥)، اللباب في علوم الكتاب (١٢/ ٣٢٣)، وغيرها.