[سلف ونهج الشيعة والسنة]
  الصحابة.
  وتقول الزيدية: إنهم اتبعوا سلفهم الصالح الذي هو علي بن أبي طالب، وقد صدقوا في ذلك.
  ومازال العداء بين الطرفين منذ يومهم الأول وإلى اليوم، فالذي نلاحظه اليوم من العداء والتجريح و ... الخ بين الطرفين هو نفسه ذلك العداء في العهد الأول.
  وأهل السنة يحتجّون على صحّة مذهبهم بأنهم أتباع السلف الصالح، وأنهم على ما كان عليه السلف الصالح، وأن الرسول ÷ قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي).
  وشيعة علي يحتجّون على صحة مذهبهم بما روي في علي وأهل البيت في صحاح أهل السنة وغيرها.
  والشيعة في عداهم لأهل السنة والجماعة فريقان:
  فريق منهم تشدّد في العداء حتى كفَّر أو فَسَّق الخلفاء وأنصارهم، والفريق الثاني هم الزيدية لم يبلغ تحاملهم وعداؤهم إلى درجة الحكم بالكفر أو الفسق للخلفاء وأتباعهم، بل حكموا على الثلاثة حيث تقدّموا علياً في الخلافة بالعصيان وفتحوا مع ذلك باب التأويل، وصار الأمر عندهم جديراً بالتوقف، هذا هو رأي الغالبية العظمى من الزيدية.
  وذلك لأن للصحابة ولا سيّما الخلفاء الثلاثة فضل السبق إلى الإسلام والهجرة وصحبة النبي ÷؛ لذلك كانوا أهلاً للتوقف عن إصدار الأحكام عليهم، وحكم الزيدية هذا في حق الخلفاء وأنصارهم هو حكم معتدل بين حكم أهل السنة، وبين حكم بعض الشيعة غير الزيدية حيث قال أهل السنة: لا يجوز ذكر معاصي الصحابة ومساوئهم على الإطلاق وإن فعلوا ما فعلوا من الكبائر، وحيث