لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حالة العرب قبل الإسلام]

صفحة 34 - الجزء 1

  وكان علي # يوم البعثة في بيت خديجة تحت رعاية النبي ÷ وكفالته وتربيته، فلما بعث النبي ÷ آمن علي # ودخل في الدين الجديد، وأسلمت خديجة، وكان أهل هذا البيت أوّل المسلمين على الإطلاق.

  وكان علي # شديد التعلّق بالنبي ÷ وشديد الحب له فكان # لا يذكر النبي ÷ إلا اغْرَوْرَقَت عيناه، ولم يهدأ حزنه # على فراق النبي ÷ حتى مات.

  وكان النبي ÷ يطوف بالبيت قبل البعثة، وكان يحج ويقف بعرفة مع الناس، وكانت قريش تقف بالمزدلفة، فكان القائل يقول حين يرى النبي ÷ واقفاً بعرفة: هذا رجل أَحْمَس فماله لا يقف مع الْحُمْس؟

  وكانت قريش تسمى الحمس لشدة تحمّسها في دينها، ومن شدة تحمسها أن تقف بمزدلفة ولا تقف بعرفات بحجّة أنهم أهل الحرم فلا يخرجون منه.

  وتزوج ÷ بخديجة قبل البعثة فولدت له بنين وبنات، فمات البنون وعاش البنات، وكن أربعاً رابعتهم فاطمة.

[حالة العرب قبل الإسلام]

  كانت قريش وسائر العرب في ضَلَالٍ عظيم؛ يعبدون الأصنام، ويرتكبون الفواحش والآثام، فقد فشا الظلم والقتل والسبي، ويُغِيْرُ بعضهم على بعض، فيُقتل الرجال ويسبى النساء والولدان، وكانت بلاد العرب كلها خائفة إلا قريشاً فإنهم كانوا آمنين حيثما كانوا؛ لأن العرب كانوا يعظّمون أهل الحرم المحرّم، ولا سيما بعدما نزل بأصحاب الفيل ما نزل من العذاب، وتماماً كما قال سبحانه يُذَكِّر قريشا بهذه النعمة: {أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ}⁣[العنكبوت: ٦٧]، فكانت قريش تسافر للتجارة في كل سنة