لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حالة العرب قبل الإسلام]

صفحة 35 - الجزء 1

  مرتين، مرة إلى الشام ومرة إلى اليمن، فلا يتعرّض لهم في أسفارهم أحد، ونزل القرآن يُذَكِّرهم بهذه النعمة، فقال سبحانه: { لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ١ إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ ٢ فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ ٣ ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ٤}⁣[قريش].

  وكان دين إبراهيم وإسماعيل قد انطمس ولم يبق إلا ظواهر لا صلة لها بالدين، وتماماً كما قال سبحانه: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ}⁣[الأنفال: ٣٥]، وكان فوق الكعبة وجوفها وحولها ثلاثمائة وستون صنماً، وكانوا يطوفون بالبيت عراة ... وإلى آخر ما ذكر في كتب السير والأخبار، وقد ذكر الله تعالى بعض دياناتهم في القرآن؛ فمن ذلك أنهم حرّموا من الأنعام: البَحِيرة والسَّائبة والوَصِيلَة والحام، وأحلّوا أكل الميتة والدم، وكانوا يَئِدُون البنات، ودانوا بأن الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى، وكانوا ينكرون البعث والحساب والجنة والنار.