التدريج في الدعوة
  ثم جاءت المرحلة الأخيرة من الدعوة(١) وهي: تعميم الدعوة، فقال الله لنبيه ÷: {لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا}[الشورى: ٧]، {لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ ٦}[يس]، {لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ}[الأنعام: ١٩]، {وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ}[هود: ١٧]، {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا}[سبأ: ٢٨]، {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء: ١٠٧]؛ لذلك كان النبي ÷ يدعو القبائل في مواسم الحج ويعرض نفسه عليهم، وخرج إلى الطائف؛ فلم يُطِعْهُ أحدٌ حتى السَّنة العاشرة(٢) من البعثة أطاعه رجال من أهل المدينة وبايعوه على العقبة في طرف منى، ثم في السنة الثانية بايعه عدد كبير من أهل المدينة على العقبة أيضاً، ثم انتشر الإسلام في المدينة وهاجر النبي ÷ والمسلمون.
(١) وفي كتاب سبل الهدى والرشاد: قال العلماء .... : أول ما أوحى الله تبارك وتعالى أن يقرأ .... فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ ... إلى قوله: ثم أمره بإنذار عشيرته الأقربين، ثم إنذار قومه، ثم إنذار من حوله من العرب قاطبة، ثم إنذار من بلغته الدعوة من الجن والإنس.
(٢) ذكر مثله في بهجة المحافل. وبعض المؤلفات العصرية في السيرة النبوية يذكرون أنه التقى في السنة العاشرة بستة نفر من يثرب، ثم في السنة التي بعدها أتى اثنا عشر وبايعوا البيعة الأولى وهكذا. وأغلب المصادر أن اللقاء السنة الحادية عشرة، والعقبة الأولى في الثانية عشرة، والعقبة الثانية في السنة الثالثة عشرة.