الهجرة إلى الحبشة
  ÷: «إن عادوا لك بالتعذيب فَعُدْ لهم» وقد كان النبي ÷ يمرّ على آل ياسر وهم يعذَّبون، فيقول لهم: «أَبشروا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، وهكذا كانت قريش تصنع بضعفاء المؤمنين، وكان الأغلب من المسلمين ضعفاء.
الهجرة إلى الحبشة
  ولما رأى النبي ÷ ما يصيب أصحابه المسلمين المستضعفين من البلاء والعذاب، وأنه لا يستطيع دفعه عنهم، ولا نُصرتهم - أشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة لما اشتهر من أن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وقال لهم ÷: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة إن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه»، فهاجر الكثير من المستضعفين عن مكة ونزلوا أرض الحبشة في جوار ملكها العادل، فلمَّا عرفت قريش بذلك أرسلت جماعةً فيهم عمرو بن العاص، ومعهم هدايا لملك الحبشة، ومهمتهم هي أن يغروا ملك الحبشة بالمسلمين النازلين بأرضه وبجواره، وأن يتوصّلوا إلى ذلك بكل حيلة، وكان ملك الحبشة نصرانياً، فقال له عمرو بن العاص: إن هؤلاء النازلين بك يقولون في عيسى قولاً عظيماً، يقولون: إنه عبدٌ وإنه ابن مريم وليس ابن الله، هذا بعض ما قاله عمرو بن العاص؛ فدعا الملك المسلمين فجاءوا، وكان على رأسهم جعفر بن أبي طالب(١)، وكان بَطَارِقَةُ الملِكِ حاضرين فقال عمرو بن العاص: سَلْهم عن عيسى؛ فَسَألهم الملك، فتَصَدَّر للجواب جعفر بن أبي طالب فقال: كما جاء في القرآن: إنه عبد الله {وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ
(١) هذه صورة من صور رحمة النبي ÷ بأتباعه حين أرسل معهم ابن عمه جعفر بن أبي طالب مع أنه ابن سيد قريش وكبيرها؛ فقريش لا تصل إليه.