إسلام أبي طالب
  مِنۡهُ ...} الآية [النساء: ١٧١] فقال الملك: والله ما زاد عيسى على ما ذكرتَ شيئاً؛ فأذلَّ اللهُ عمرو العاص وخيَّبَ أمَلَهُ، وخَرَجَ خائباً خاسراً، وعاد مع رفقته إلى مكة مكبوتاً، وذهبت حيلته ودهاؤه ومكره أدراجَ الرياح، بل ضاع بعض جماعة عمرو بن العاص في الحبشة، وزادت عنايةُ الملِكِ بالمسلمين النازلين به، وأسلم الملك وأسلم جماعة من رهبان بلاده، ووفد جماعة منهم إلى النبي ÷ بعد الهجرة. وتزوج النبي ÷ برملة بنت أبي سفيان، وكانت من المهاجرات إلى الحبشة وأمْهَرَها النجاشي، ومات النجاشي بعد الهجرة، وصلى عليه النبي ÷ والمسلمون صلاة الجنازة، وكبَّر عليه النبي ÷ خمس تكبيرات، حسب رواية أهل البيت.
  وروي أنه نزل في وفد النصارى الذين بعثهم النجاشي إلى النبي ÷ قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨٣ وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ٨٤ فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٨٥}[المائدة].
إسلام أبي طالب
  آمن أبو طالب بن عبدالمطلب بنبوة محمد ÷ وصَدَّقَ بها، وله قصائد وأشعار مشهورة يرويها أهل السنة والشيعة، يصرّح فيها بالإسلام والتصديق بالنبي وبرسالته، وقد كان أبو طالب يَعْرِف نبوة محمد ÷ من قبل بعثته وكذلك عبدالمطلب؛ لأَخْبَارٍ تلقّوها من أهل الكتاب، من آخرها ما سمعه أبوطالب من بحيرى الراهب في سَفْرَةٍ سافرها أبو طالب إلى الشام ومعه محمد