لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

إسلام أبي طالب

صفحة 48 - الجزء 1

  ÷، وكان صغيراً في سنّ الثانية عشر من عمره، وذلك في بلدة (بصرى) التي كانت بها صومعة الراهب بحيرى، فإنه أخبر أبا طالب بنبوة محمد ÷ لأمارات ظهرت له، وأوصاه بالمحافظة عليه، وحذّره من اليهود؛ لذلك آمن أبوطالب وصدق، ونصر الرسول ÷ في مكة نصراً عزيزاً، وحماه ودافع عنه وحال بينه وبين أذى قريش.

  وقد حكى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # إجماع أهل البيت⁣(⁣١) على


(١) قال الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # تعليقًا على ما ورد في كتاب النجاة للإمام الناصر أحمد بن يحيى $ في شأن أبي طالب ¥ ما لفظه: قلتُ: وما في كتاب النجاة في شأن أبي طالب ¥ غَيْرُ صحيحٍ، ومما يدلّ على ذلك دلالة واضحة أن الإمام الناصر # ساقَ الأبياتَ التي تدلّ على إيمان أبي طالب وتصديقه برسول الله ÷ وجَعَلَها دلالة على ضِدِّ ذلك، فحاشاه # أن يُخالِفَ إجماعَ أهْلِ البيتِ $، وقد حكى الإجماعَ على إيمان أبي طالب ¥ خمسةٌ من أعلامِ أهل البيت $ وأوليائهم ¤، منهم: الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في جوابه على ابن المعتزّ العباسي بقوله:

حماه أبونا أبو طالبٍ ... وأَسْلَمَ والناس لم تُسْلِمِ

وقد كانَ يَكْتُمُ إيمانَهُ ... فأمَّا الولاءُ فلمْ يَكْتُمِ

والقاضي جعفر بن عبد السلام، والشيخ الحسن، والفقيه حميد الشهيد، والحاكم صاحب التهذيب ¤. وقاله أبو القاسم البلخي؛ يعني ممن ذهب إلى إيمانه، وأبو جعفر الإسكافي، والقرطبي، والشعراني، وغيرُهم. وقوله:

ألَمْ تعْلَمُوا أنَّا وَجَدْنا مُحَمَّدًا ... نَبِيًّا كَمُوسَى وَالْمَسِيحِ بنِ مَرْيَمِ

رواه ابن هشام، وابن أبي الحديد، وصاحب الاكتفاء، والمعلوم أنَّ أبا طالب وعبد المطلب وهاشمًا لم يعبدوا الأوثان، ويكفي في ذلك قول أبي طالب:

وبالْغَيْبِ آمَنَّا وقَدْ كانَ قَوْمُنا ... يُصَلُّونَ للأوْثَانِ قَبْلَ محمَّدِ

وقد قال أمير المؤمنين علي #: (ما عَبَدَ أبي ولا جدّي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنمًا قطّ، كانوا يصلّون إلى البيتِ على دين إبراهيم الخليل متمسِّكين به) رواه أبو العباس الحسني ¥ =