كلام الله تعالى
  ذلك المقام ولا في غيره، وقد روي في صحاح أهل السنة(١) عن عائشة أنها قالت للذي سألها: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: «يا هذا لقد قَفَّ شعري مما قلت، من حدّثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، وتلت قوله تعالى: {لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام].
كلام الله تعالى
  والله تعالى لا يتكلّم بلسان وشفتين وحنجرة وخيشوم، تعالى الله عن مشابهة المخلوق الضعيف، فكلام الله تعالى هو فعل من أفعاله، يخلقه متى شاء بغير آلة فقد يخلقه تعالى في شجرة كما في كلامه لموسى # فإنه تعالى أسمع موسى # الكلام من شجرة زيتون، وكما كلم نبينا محمداً ÷ من شجرة السدرة، وهو تعالى قادر على إيجاد الكلام في السحاب أو في الهواء أو في الماء أو في صخرةٍ أو في أذن الملَكِ أو النبي أو في غير ذلك.
[روايات أهل السنة في الإسراء والمعراج والصلوات الخمس]
  لا شك في وقوع حادثة الإسراء والمعراج، وقد نطق بذلك القرآن الكريم كما قدمنا، واشتهرت الروايات بذلك عن النبي ÷ إلا أنه يظهر لي أن القصص الطويلة التي رويت في حديث أهل السنة ليست صحيحة بتمامها وكمالها، بل إن تلك القصص الطوال قد اشتملت على الصحيح وغير الصحيح.
  من ذلك: ما اشتملت عليه تلك القصص الطويلة من أنَّ الله تعالى فرض على أمة محمد ÷ خمسين صلاة في اليوم والليلة، فنزل النبي ÷ حتى أتى موسى، فقال له موسى: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله
(١) صحيح مسلم (١/ ١٦٠ رقم ١٧٧)، صحيح البخاري (١/ ١٤٠ رقم: ٤٨٥٥)، وغيرها كثير.