لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مما أوحى الله إلى نبيه ÷ في ذلك المقام]

صفحة 60 - الجزء 1

  والصلوات الخمس أعظم فرائض الإسلام «واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة»، وعِظَمُ شأنها في الإسلام معلوم، والقرآن الكريم طافح بذكر الصلاة وبالأمر بها وبالمحافظة عليها، وحديث النبي ÷ طافح أيضاً بذكر الصلاة والأمر بها والمحافظة عليها والترغيب فيها، وقد اشتملت الصلوات الخمس على أحبّ الذكر إلى الله وأفضله وأعظمه وأبلغه، واشتملت أيضاً على إظهار الغاية من التذلّل لله الذي يدل على عبودية العبد لله، واعترافه بعظمة الله، واستسلامه لسلطان الله، وإقراره بحق الله.

  ومن الجدير أن يتلقّى النبي ÷ في ذلك المقام الرفيع من الوحي المزيد من البيّنات حول عظمة الله وجلاله وقوة سلطانه وعلمه وحكمته وتوحيده وعدله، وحول كرامة نبيه ÷ وشرفه واصطفائه، وحول الإسلام وفضله والدعوة إليه وحول البعث والحساب والجنة والنار.

  قوله تعالى: {لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ ١٨}⁣[النجم: ١٨] رأى النبي ÷ في معراجه بعضَ آياتٍ عظيمةٍ من آيات الله الدالة على عظمة الله وجلاله وكبريائه وقدرته وعلمه وحكمته وآيات الله الدالة على ذلك كثيرة في الأرض وفي السماء، فرأى النبي ÷ في معراجه بعض آيات الله العظيمة التي في السماء.

  قوله تعالى: {إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ ١٦}⁣[النجم: ١٦] أبهم الله تعالى علينا ما هو الذي غشي السدرة، إلَّا أننا نفهم أنه حصل شيءٌ عظيم من آيات الله غَطَّى السدرة، فالذي رآه النبي ÷ وسمعه هنالك هو أنه رأى جبريلَ # على صورته الحقيقية ورأى سدرة المنتهى ورأى الآية العظيمة التي غَطَّت سدرة المنتهى، وسمع كلام الله تعالى من السدرة، ولم ير النبي ÷ ربه جل وعلا في