لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نصر الله للمسلمين يوم بدر]

صفحة 75 - الجزء 1

  وقد قتل في هذه المعركة الكثير من شياطين قريش وجبابرتها، منهم الثلاثة الذين ذكرناهم وهم عتبة وشيبة والوليد، ومنهم أبو جهل وأُبَيّ بن خلف وعقبة بن أبي معيط.

[نصر الله للمسلمين يوم بدر]

  قوله تعالى في نصر الله للمسلمين يوم بدر على قريش: {فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ ...} إلى آخر الآيات [الأنفال: ١٨].

  المعنى المقصود من هذه الآية: التذكير للمسلمين بنعمته عليهم، وعظيم فضله وإحسانه إليهم، بتوفيره للمسلمين أسباب النصر، فأعطاهم قبل الدخول في المعركة البشرى بنزول الملائكة، وطمأن قلوبهم الوجلة، وثبت أقدامهم بالملائكة، وغشاهم النعاس الذي تعقبه الطمأنينة والسكينة، ويذهب بسببه الوجل والخوف والقلق، وألقى سبحانه الرعب في قلوب المشركين.

  ومن أسباب النصر أيضاً أن المسلمين حين رأوا جموع قريش يوم بدر يرونهم قليلاً الْمُقِلُّ يقول: هم سبعون، والْمُكْثِرُ يقول: مائة، وهم في الحقيقة والواقع ألف رجل، وكان المشركون يرون المسلمين قليلاً أيضاً، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ}⁣[الأنفال: ٤٤]، وكما قال ø: {إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ ...} الآية [الأنفال: ٢٣].

  فلما ذكرنا من أن الله تعالى هو الذي وفَّر أسباب النصر للمسلمين يوم بدر وأسباب هزيمة قريش ولولا ذلك لما انتصر المسلمون ولألحق بهم المشركون الهزيمة - فلذلك يُذَكِّرُ اللهُ المسلمين بهذا الفضل العظيم فيقول: إنكم أيها