لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

غزوة بني قينقاع في شوال سنة 2 هـ

صفحة 80 - الجزء 1

غزوة بني قينقاع في شوال سنة ٢ هـ

  نقضت يهود بني قينقاع عهدهم مع النبي ÷ وذلك بعد انتصار المسلمين ببدر، وأظهروا الغدر والبغضاء، حتى قال كعب بن الأشرف: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم - أهل بدر - لَبَطْنُ الأرض خيرٌ لنا من ظهرها، وخرج إلى مكة يبكي على قتلى المشركين ببدر، ثم عاد وشَبَّب⁣(⁣١) بنساء المسلمين؛ فقصدهم النبي ÷ والمسلمون وحاصروهم حتى نزلوا على حكم النبي ÷، وكانوا حلفاء الخزرج، فقام عبدالله بن أُبيّ إلى النبي ÷ يسأله الإحسان إلى بني قينقاع والنبي ÷ يعرض عنه، فكرَّرَ السؤال وألحَّ على النبي ÷ وقال له: أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، فقال النبي ÷: «هم لك»⁣(⁣٢) فنزل في ذلك قوله تعالى: {۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١ فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ ...} إلى قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة].


(١) شبب بالمرأة: قال فيها الغزَل والنسيب. (لسان العرب).

(٢) وقد بقي بنو قينقاع مكانهم، ولم يجلوا عن ديارهم في ذلك الوقت.