لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[بقية من قتل في هذه الغزوة]

صفحة 87 - الجزء 1

  منكم سبعون وهُزِمتُم فقد سبق وأن قتلتم من عدوكم سبعين وأسرتم سبعين في يوم بدر، فلا تستنكروا ما أصابكم فإنكم أنتم السبب فيما أصابكم حيث عصيتم رسولكم ÷ وخالفتم أمره، فأنتم إذاً الذين أحللتم ذلك بأنفسكم.

  ثم قال سبحانه: {وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٦٦ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ ١٦٧}⁣[آل عمران]، أي: أنَّ ما أصابكم من قريش في أُحُدٍ هو بإذن الله حيث رفع نصره عنكم وخَلَّى بينكم وبين عدوكم؛ ليُجازيكم بذلك على معصيتكم للرسول ÷ وخروجكم من طاعته، وليتميّز بذلك أهل الإيمان وأهل النفاق.

  نعم، الذي أذن الله به وأراده هو رفع النصر والمعونة والتخلية بين المسلمين وقريش، فهذا هو الذي أذن الله به وأراده، أما ما حصل من القتل في المسلمين ومن الجروح فيهم وفي نبيهم ÷ فلم يأذن الله به ولم يُرِدْه.

  ثم ذَكَرَ الله تعالى الشهداء، فقال ø: {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١٧٠ ۞يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٧١}⁣[آل عمران].

  وكما ذكرنا سابقاً فقد ذكر الله تعالى هذه الغزوة والكثير من تفاصيلها في ستين آية من سورة آل عمران، ولم نذكر هاهنا إلَّا بعض الآيات، فمن أراد الزيادة فليرجع إلى الستين الآية وتفاسيرها، وأول الآيات قوله تعلى: {وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٢١ ...} إلى نهاية ستين آية [آل عمران].