[بيان الحامل على الجواب]
  وكذلك قد فعلوا أموراً شنيعة من ضرب عمار وسلمان، وكسر سيف الزبير لتثبيت دنياهم، والله المنصف ممن ظلم، وكفى به حسيباً.
  وأما قوله: نتوقف في المشائخ ولا نتعرض لهم بثلب أفليس هو ناج؟
  الجواب: أن التوقف قد روي عن الحقيني وغيره من الأئمة $، ولكن له شرائط: أحدها: أن يعتقد أن الإمام بعد رسول الله ÷ علي #.
  الثانية: أن المشائخ ليسوا بأئمة.
  الثالثة: أنهم مخطئون قطعاً في تقدمهم على أمير المؤمنين # وإن لم تبلغ عنده الخطيئة إلى الفسق.
  وأما التوقف مع التصويب فلا يتم لمن يقول: إن الإمام بعد رسول الله ÷ أمير المؤمنين #؛ لأن فعلهم لا يكون صواباً إلا متى كانوا أئمة، وذلك فقد سلم بطلانه. وقد ورد التوقف عن أكثر الأئمة.
  وأنا أقول: المتوقف سالم ما لم يعتقد التصويب للقوم؛ لأن اعتقاده يناقض ما هو من أصول دينه، ولم يتعبدك الله بلعن العصاة والشياطين في كل حال؛ فهذا ما سنح من الجواب، وهو الحق الذي لا يماري فيه أحد من ذوي الألباب؛ لموافقته السنة والكتاب، فليتدبره الأخ بعين الإنصاف والبصيرة، وفقه الله وإيانا لما يرضيه، وصرفنا جميعاً عن معاصيه، تم ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
  ويتلوه اعتراض على الجواب الأول، وجوابه:
  ﷽، والحمد لله، وصلاته على محمد وآله، الذين هم سفينة النجاة، وماء الحياة، وسلامه كثيراً، أما بعد:
  أيها الأخ الطالب سديد الدين، أدام الله مدتك، وحرس مهجتك، وأخذ إلى الخير بناصيتك، فقد كانت وردت إليّ مسائلك الأولى، وأجبتها بالجواب الأول الذي تحققته؛ ثم ورد منك جواب واعتراض لم تسلك فيه طريقة المجيبين، ولا هو بحمد الله اعتراض قادح، وأنا الآن أورد ما ذكرته وأجيب عنه، ومن الله أستمد التوفيق والهداية إلى واضح الطريق بمنه ورحمته.