جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثاني في حذف المسند إليه

صفحة 100 - الجزء 1

  ٣ - تيسّر الإنكار إن مسّت إليه الحاجة: نحو «لئيم خسيس» بعد ذكر شخص، لا تذكر اسمه ليتأتّى لك عند الحاجة أن تقول ما أردته ولا قصدته.

  ٤ - الحذر من فوات فرصة سانحة: كقول منبّه الصّياد: «غزال»، أي: هذا غزال.

  ٥ - اختبار تنبّه السامع له عند القرينة، أو مقدار تنبّهه: نحو نوره مستفاد من نور الشمس، أو هو واسطة عقد الكواكب أي «القمر» في كلّ من المثالين.

  ٦ - ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب تضجّر وتوجّع: كقوله: [الخفيف]

  قال لي كيف أنت قلت عليل ... سهر دائم وحزن طويل⁣(⁣١)

  ٧ - المحافظة على السّجع نحو: من طابت سريرته، حمدت سيرته⁣(⁣٢).

  ٨ - المحافظة على قافية كقوله: [الطويل]

  وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع⁣(⁣٣)

  ٩ - المحافظة على وزن كقوله: [الطويل]

  على أنّني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا عليّ ولا ليا⁣(⁣٤)

  ١٠ - كون المسند إليه معيّنا معلوما حقيقة نحو: {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ}⁣[الأنعام: ٧٣، التوبة: ٩٤] أي اللّه، أو معلوما ادّعاء نحو وهّاب الألوف أي فلان.

  ١١ - اتباع الاستعمال الوارد على تركه⁣(⁣٥): نحو: رمية من غير رام، أي هذه رمية. ونحو:

  نعم الزعيم سعد: أي هو سعد.


(١). أي لم يقل أنا عليل لضيق المقام بسبب الضجر الحاصل له من الضنى.

(٢). أي لم يقل حمد الناس سيرته للمحافظة على السجع المستلزم رفع الثانية.

(٣). فلو قيل: أن يرد الناس الودائع أو جعل «ان تردّ» صيغة الخطاب لاختلفت القافية لصيرورتها مرفوعة في الأول منصوبة في الثاني

(٤). أي لا على شيء، ولا لي شيء.

(٥). وكذا أيضا الوارد على ترك نظائره مثل الرفع على المدح نحو مررت بزيد الهمام، وعلى الذم نحو رأيت بكرا اللئيم، وعلى الترحم مثل: ترفق بخالد المسكين.