جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

صفحة 105 - الجزء 1

  {فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ}⁣[الحج: ٤٦]، ونعم رجلا علي، فالفاعل ضمير يفسّره التّمييز، ويطرد ذلك في باب نعم وبئس، وفي باب ضمير الشأن نحو قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}⁣[الإخلاص: ١]

  ب - وادعاء أن مرجع الضّمير دائم الحضور في الذهن، نحو: أقبل وعليه الهيبة والوقار.

  ونحو قول الشاعر: [الكامل]

  أبت الوصال مخافة الرقباء ... وأتتك تحت مدارع الظلماء

  ويسمى هذا العدول بالإضمار في مقام الإظهار.

  الثالث: يوضع الظاهر سواء أكان علما، أو صفة، أو إشارة موضع الضمير، لأغراض كثيرة:

  ١ - منها إلقاء المهابة في نفس السامع، كقول الخليفة: أمير المؤمنين يأمر بكذا.

  ٢ - وتمكين المعنى في نفس المخاطب، نحو: اللّه ربي ولا أشرك بربي أحدا.

  ٣ - ومنها التلذذ كقول الشاعر: [الطويل]

  سقى اللّه نجدا والسّلام على نجد ... ويا جبذا نجد على القرب والبعد

  ٤ - ومنها الاستعطاف، نحو: اللّهمّ عبدك يسألك المغفرة. أي أنا أسألك.

  ويسمى هذا العدول بالإظهار في مقام الإضمار.

في تعريف المسند إليه بالعلمية

  يؤتى بالمسند إليه علما: لإحضار معناه في ذهن السّامع، ابتداء باسمه الخاص ليمتاز عمّا عداه، كقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ}⁣[البقرة: ١٢٧].

  وقد يقصد به مع هذا أغراض أخرى تناسب المقام:

  ١ - كالمدح في الألقاب التي تشعر بذلك، نحو: جاء نصر، وحضر صلاح الدين.

  ٢ - والذّم والإهانة، نحو: جاء صخر، وذهب تأبّط شرّا.

  ٣ - والتّفاؤل، نحو: جاء سرور.