المبحث الثالث في تعريف المسند إليه
  {فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ}[الحج: ٤٦]، ونعم رجلا علي، فالفاعل ضمير يفسّره التّمييز، ويطرد ذلك في باب نعم وبئس، وفي باب ضمير الشأن نحو قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١]
  ب - وادعاء أن مرجع الضّمير دائم الحضور في الذهن، نحو: أقبل وعليه الهيبة والوقار.
  ونحو قول الشاعر: [الكامل]
  أبت الوصال مخافة الرقباء ... وأتتك تحت مدارع الظلماء
  ويسمى هذا العدول بالإضمار في مقام الإظهار.
  الثالث: يوضع الظاهر سواء أكان علما، أو صفة، أو إشارة موضع الضمير، لأغراض كثيرة:
  ١ - منها إلقاء المهابة في نفس السامع، كقول الخليفة: أمير المؤمنين يأمر بكذا.
  ٢ - وتمكين المعنى في نفس المخاطب، نحو: اللّه ربي ولا أشرك بربي أحدا.
  ٣ - ومنها التلذذ كقول الشاعر: [الطويل]
  سقى اللّه نجدا والسّلام على نجد ... ويا جبذا نجد على القرب والبعد
  ٤ - ومنها الاستعطاف، نحو: اللّهمّ عبدك يسألك المغفرة. أي أنا أسألك.
  ويسمى هذا العدول بالإظهار في مقام الإضمار.
في تعريف المسند إليه بالعلمية
  يؤتى بالمسند إليه علما: لإحضار معناه في ذهن السّامع، ابتداء باسمه الخاص ليمتاز عمّا عداه، كقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ}[البقرة: ١٢٧].
  وقد يقصد به مع هذا أغراض أخرى تناسب المقام:
  ١ - كالمدح في الألقاب التي تشعر بذلك، نحو: جاء نصر، وحضر صلاح الدين.
  ٢ - والذّم والإهانة، نحو: جاء صخر، وذهب تأبّط شرّا.
  ٣ - والتّفاؤل، نحو: جاء سرور.