المبحث الثالث في تعريف المسند إليه
  ٢ - أو لكون الحديث في مقام الخطاب كقول الشاعر: [الطويل]
  وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمتّ بي من كان فيك يلوم
  ٣ - أو لكون الحديث في مقام الغيبة لكون المسند إليه مذكورا - أو في حكم المذكور لقرينة نحو اللّه تبارك وتعالى.
  ولا بدّ من تقدم ذكره:
  أ - إمّا لفظا: كقوله تعالى: {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ}[يونس: ١٠٩].
  ب - وإمّا معنى: نحو: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ}[النور: ٢٨] أي الرجوع.
  ج - أو دلت عليه قرينة حال كقوله تعالى: {فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ}[النساء: ١١] أي: الميت.
تنبيهات
  الأوّل: الأصل في الخطاب أن يكون لمشاهد معين. نحو: أنت استرققتني بإحسانك.
  وقد يخاطب:
  أ - غير المشاهد إذا كان مستحضرا في القلب نحو: {لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ}[الأنبياء: ٨٧]، ونحو: [البسيط]
  جودي بقربك أبلغ كلّ أمنيتي ... أنت الحياة وأنت الكون أجمعه
  ب - وغير المعين: إذا قصد تعميم الخطاب لكلّ من يمكن خطابه على سبيل البدل، لا التّناول دفعة واحدة كقول المتنبّي:
  إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
  [الطويل]
  الثاني: الأصل في وضع الضّمير عدم ذكره إلا بعد تقدّم ما يفسّره وقد يعدل عن هذا الأصل: فيقدم الضّمير على مرجعه لأغراض كثيرة منها:
  أ - تمكين ما بعد الضّمير في نفس السّامع لتشويقه إليه كقوله: [الطويل] هي النفس ما حملتها تتحمّل.