جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

صفحة 104 - الجزء 1

  ٢ - أو لكون الحديث في مقام الخطاب كقول الشاعر: [الطويل]

  وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمتّ بي من كان فيك يلوم

  ٣ - أو لكون الحديث في مقام الغيبة لكون المسند إليه مذكورا - أو في حكم المذكور لقرينة نحو اللّه تبارك وتعالى.

  ولا بدّ من تقدم ذكره:

  أ - إمّا لفظا: كقوله تعالى: {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ}⁣[يونس: ١٠٩].

  ب - وإمّا معنى: نحو: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ}⁣[النور: ٢٨] أي الرجوع.

  ج - أو دلت عليه قرينة حال كقوله تعالى: {فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ}⁣[النساء: ١١] أي: الميت.

تنبيهات

  الأوّل: الأصل في الخطاب أن يكون لمشاهد معين. نحو: أنت استرققتني بإحسانك.

  وقد يخاطب:

  أ - غير المشاهد إذا كان مستحضرا في القلب نحو: {لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ}⁣[الأنبياء: ٨٧]، ونحو: [البسيط]

  جودي بقربك أبلغ كلّ أمنيتي ... أنت الحياة وأنت الكون أجمعه

  ب - وغير المعين: إذا قصد تعميم الخطاب لكلّ من يمكن خطابه على سبيل البدل، لا التّناول دفعة واحدة كقول المتنبّي:

  إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

  [الطويل]

  الثاني: الأصل في وضع الضّمير عدم ذكره إلا بعد تقدّم ما يفسّره وقد يعدل عن هذا الأصل: فيقدم الضّمير على مرجعه لأغراض كثيرة منها:

  أ - تمكين ما بعد الضّمير في نفس السّامع لتشويقه إليه كقوله: [الطويل] هي النفس ما حملتها تتحمّل.