جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

صفحة 107 - الجزء 1

  ٥ - وكمال العناية وتمييزه أكمل تمييز، كقول الفرزدق: [البسيط]

  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم

  ونحو قوله: هذا أبو الصّقر فردا في محاسنه.

  ٦ - والتّعريض بغباوة المخاطب، حتى كأنه لا يفهم غير المحسوس، نحو: [الطويل]

  أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

  ٧ - والتّنبيه على أن المشار إليه المعقّب بأوصاف، جدير لأجل تلك الأوصاف بما يذكر بعد اسم الإشارة، كقوله تعالى: {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣[لقمان: ٥ البقرة: ٥].⁣(⁣١)

  وكثيرا ما يشار إلى القريب غير المشاهد بإشارة البعيد، تنزيلا للبعد عن العيان، منزلة البعد عن المكان، نحو: {ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}⁣[الكهف: ٨٢].

في تعريف المسند إليه بالموصوليّة

  يؤتى بالمسند إليه اسم موصول إذا تعيّن طريقا لإحضار معناه. كقولك: الذي كان معنا أمس سافر، إذا لم تكن تعرف اسمه.

  أمّا إذا لم يتعيّن طريقا لذلك؛ فيكون لأغراض أخرى. منها:

  ١ - التّشويق: وذلك فيما إذا كان مضمون الصّلة حكما غريبا كقوله: [الخفيف]

  والذي حارت البريّة فيه ... حيوان مستحدث من جماد⁣(⁣٢)

  ٢ - إخفاء الأمر عن غير المخاطب كقول الشاعر: [الكامل]

  وأخذت ما جاد الأمير به ... وقضيت حاجاتي كما أهوى


(١). أي فالمشار إليه بأولئك هم المتقون. وقد ذكر عقبه أوصاف هي الإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة وما بعدهما، ثم أتى بالمسند إليه اسم إشارة وهو أولئك تنبيها على أن المشار إليهم جديرون وأحقاء من أجل تلك الخصال، بأن يفوزوا بالهداية عاجلا، والفوز بالفلاح آجلا.

(٢). يعني تحيرت البرية في المعاد الجسماني.