المبحث الثالث في تعريف المسند إليه
  ٣ - التنبيه على خطأ المخاطب، نحو: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ}[الأعراف: ١٩٤]، وكقول الشاعر: [الكامل]
  إنّ الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا(١)
  ٤ - التنبيه على خطأ غير المخاطب كقوله: [الكامل]
  إنّ التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
  ٥ - تعظيم شأن المحكوم به كقول الشاعر: [الكامل]
  إن الذي سمك السّماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول(٢)
  ٦ - التهويل: تعظيما أو تحقيرا نحو: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ}[طه: ٤٨](٣) ونحو: من لم يدر حقيقة الحال قال ما قال.
  ٧ - استهجان التصريح بالاسم نحو: الذي رباني أبي(٤).
  ٨ - الإشارة إلى الوجه الذي يبنى عليه الخبر من ثواب أو عقاب كقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الحج: ٥٠].
  ٩ - التّوبيخ نحو: الذي أحسن إليك قد أسأت إليه.
  ١٠ - الاستغراق نحو: الذين يأتونك أكرمهم.
  ١١ - الإبهام نحو: لكلّ نفس ما قدّمت.
  واعلم أنّ التعريف بالموصوليّة مبحث دقيق المسلك، غريب النزعة يوقفك على دقائق من البلاغة تؤنسك إذا أنت نظرت إليها بثاقب فكرك، وتثلج صدرك إذا تأمّلتها بصادق رأيك، فأسرار ولطائف التعريف بالموصوليّة لا يمكن ضبطها، واعتبر في كل مقام ما تراه مناسبا.
(١). أي من تظنون اخوتهم يحبون دماركم فأنتم مخطئون في هذا الظن، ولا يفهم هذا المعنى (لو قيل إن قوم كذا يشفي الخ).
(٢). أي إن من سمك السماء بنى لنا بيتا من العز والشرف، هو أعز وأقوى من دعائم كل بيت.
(٣). أي غطاهم وسترهم من البحر موج عظيم، لا تحيط العبارة بوصفه.
(٤). أي بأن كان اسمه قبيحا كمن كان اسمه «برغوث». أو جحش. أو بطة، أو غيره.