جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

صفحة 112 - الجزء 1

  واعلم أنّ هيئة التركيب الإضافي: موضوعة للاختصاص المصحّح لأن يقال المضاف للمضاف إليه فإذا استعملت في غير ذلك كانت مجازا كما في الإضافة لأدنى ملابسة نحو: مكر الليل وكقوله: [الطويل]

  إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة ... «سهيل» أذاعت غزلها في القرائب⁣(⁣١)

في تعريف المسند إليه بالنّداء⁣(⁣٢)

  يؤتى بالمسند إليه معرفا بالنداء: لأغراض كثيرة.

  ١ - منها إذا لم يعرف للمخاطب عنوان خاص: نحو يا رجل.

  ٢ - ومنها الإشارة إلى علة ما يطلب منه نحو: يا تلميذ اكتب الدّرس.


(١). أضاف الكوكب إلى (الخرقاء) أي المرأة الحمقاء مع أنه ليس لها، لأنها لا تتذكر كسوتها إلا وقت طلوع (سهيل) سحرا في الشتاء، وتفصيل ذلك أنه يقال إن المرأة الحمقاء كانت تضيع وقتها في الصيف، فإذا طلع سهيل وهو كوكب قريب من القطب الجنوبي في السحر، وذلك قرب الشتاء أحست بالبرد، واحتاجت إلى الكسوة، ففرقت غزلها أي قطنها أو كتانها الذي يصير غزلا في أقاربها، ليغزلوا لها بسبب عجزها عن الغزل ما يكفيها لضيق الوقت، فإضافة كوكب الخرقاء لأدنى ملابسة، وقد جعل الشاعر هذه المبلابسة بمنزلة الاختصاص.

(٢). اعلم أن أغلب البيانيين لم يثبت (التعريف بالنداء) في تعريف المسند إليه. وتحقيق ذلك يطلب من المطولات في علوم البلاغة.