جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الرابع في تنكير المسند إليه

صفحة 113 - الجزء 1

المبحث الرابع في تنكير المسند إليه

  يؤتى بالمسند إليه نكرة: لعدم علم المتكلم بجهة من جهات التعريف حقيقة أو ادعاء،⁣(⁣١) كقولك: جاء هنا رجل يسأل عنك. إذا لم تعرف ما يعينه من علم أو صلة أو نحوهما، وقد يكون لأغراض أخرى.

  ١ - كالتكثير⁣(⁣٢) نحو: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}⁣[فاطر: ٤] أي رسل كثيرون.

  ٢ - والتقليل نحو: {لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}⁣[آل عمران: ١٥٤]، ونحو: {وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}⁣[التوبة: ٧٢].

  ٣ - والتعظيم والتحقير كقول ابن أبي السمط: [الطويل]

  له حاجب عن كل أمر يشينه ... وليس له عن طالب العرف حاجب

  أي له مانع عظيم، وكثير عن كل عيب وليس له مانع قليل أو حقير عن طالب الإحسان⁣(⁣٣)، فيحتمل التّعظيم والتكثير والتّقليل والتّحقير.

  ٤ - وإخفاء الأمر نحو: قال رجل إنك انحرفت عن الصواب تخفي اسمه، حتى لا يلحقه أذى.

  ٥ - وقصد الإفراد نحو: ويل أهون من ويلين. «أي ويل واحد أهون من ويلين».

  ٦ - وقصد النوعية نحو: لكلّ داء دواء. «أي لكل نوع من الدّاء نوع من الدّواء».


(١). كقوله تعالى: {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}.

(٢). اعلم أن الفرق بين التعظيم والتكثير أن التعظيم بحسب رفعة الشأن وعلو الطبقة، وأن التكثير باعتبار الكميات والمقادير، تحقيقا كما في قولك إن له لإبلا، وإن له لغنما، أو تقديرا نحو: ورضوان من اللّه أكبر، أي قليل من الرضوان أكبر من كل شيء، ويلاحظ ذلك الفرق في التحقير والتقليل أيضا.

(٣). ومنه قوله: [الطويل]

وللّه عندي جانب لا أضيعه ... وللهو عندي والخلاعة جانب

ويحتمل التكثير والتقليل قوله تعالى: {إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ}