جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الخامس في تقديم المسند إليه

صفحة 115 - الجزء 1

  ١ - تعجيل المسرّة نحو: ألعفو عنك صدر به الأمر.

  ٢ - تعجيل المساءة نحو: القصاص حكم به القاضي.

  ٣ - التشويق إلى المتأخر إذا كان المتقدّم مشعرا بغرابة كقول أبي العلاء المعري: [الخفيف]

  والذي حارت البريّة فيه ... حيوان مستحدث من جماد⁣(⁣١)

  ٤ - التلذذ نحو: ليلى وصلت، وسلمى هجرت.

  ٥ - التبرك: نحو: اسم اللّه اهتديت به.

  ٦ - النص على عموم السلب أو النص على سلب العموم.

  فعموم السلب: يكون بتقديم أداة العموم⁣(⁣٢) ككلّ، وجميع على أداة النفي نحو: كل ظالم لا يفلح، المعنى: لا يفلح أحد من الظلمة. ونحو: كل ذلك لم يكن: أي لم يقع هذا ولا ذاك. ونحو:

  كل تلميذ لم يقصر في واجبه، ويسمى شمول النفي.

  واعلم: أن عموم السلب يكون النفي فيه لكل فرد. وتوضيح ذلك: أنك إذا بدأت بلفظة كلّ، كنت قد سلطت الكلية على النفي، وأعملتها فيه وذلك يقضي ألا يشذ عنه شيء.

  وسلب العموم: يكون بتقديم أداة النفي على أداة العموم. نحو: لم يكن كلّ ذلك، أي لم يقع المجموع، فيحتمل ثبوت البعض ويحتمل نفي كل فرد لأن النفي يوجه إلى الشمول خاصة، دون أصل الفعل. ويسمى نفي الشمول.

  واعلم: أن سلب العموم يكون النفي فيه للمجموع غالبا كقول المتنبي: [البسيط]

  ما كلّ رأي الفتى يدعو إلى رشد.


(١). قيل (الحيوان) هو الإنسان، (والجماد) الذي خلق منه هو النطفة وحيرة البرية فيه هو الاختلاف في إعادته للحشر، وهو يريد أن الخلائق تحيرت في المعاد الجسماني، يدل لذلك قوله قبله: [الخفيف]

(٢). بشرط أن تكون أداة العموم غير معمولة للفعل الواقع بعدها كما مثل، فإن كانت معمولة للفعل بعدها: سواء تقدمت لفظا أو تأخرت، نحو: كل ذنب لم أصنع، ولم آخذ كل الدراهم، أفاد الكلام سلب العموم ونفي الشمول غالبا.