جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

صفحة 11 - الجزء 1

   حمدا لمن خصّ سيّد الرّسل بكمال الفصاحة بين البدو والحضر وأنطقه بجوامع الكلم فأعجز بلغاء ربيعة ومضر، وأنزل عليه الكتاب المفحم بتحدّيه مصاقع بلغاء الأعراب، وآتاه بحكمته أسرار البلاغة وفصل الخطاب، ومنحه الأسلوب الحكيم⁣(⁣١) في جوامع كلمه، وخصّ «السّعادة الأبدية» لمقتفي آثاره وحكمه، ÷ «جواهر البلاغة» الذين نظموا لآلئ البديع في عقود الإيجاز والإطناب، ففهنا بعد اللّكن «بجواهر الإعراب» ونطقنا «بميزان الذّهب» وطرّزنا سطور الطّروس «بجواهر الأدب» فصارت «المفرد العلم» في باب النّسب (وبعد) فإنّ العلوم أرفع المطالب، وأنفع المآرب، وعلم البلاغة من بينها أجلها شأنا وأبينها تبيانا، إذ هو الكفيل بإيضاح حقائق التّنزيل؛ وإفصاح دقائق التأويل، وإظهار «دلائل الإعجاز» ورفع معالم الإيجاز، ولاشتغالي بتدريس البيان بالمدارس الثّانوية، كانت البواعث داعية إلى تأليف كتاب «جواهر البلاغة» جامعا للمهمّات من القواعد والتطبيقات - وأسأل المولى جل شأنه أن ينفع بهذا الكتاب، وهو الموفّق للحق والصّواب.

  المؤلف السيد أحمد الهاشمي


(١). الأسلوب الحكيم والسعادة الأبدية وجواهر البلاغة. وجواهر الإعراب وجواهر الأدب، وميزان الذهب، والمفرد العلم، الواردة في هذه الخطبة أسماء بعض كتب مطبوعة لمؤلف هذا الكتاب. وغيرها من القواعد الأساسية للغة العربية. ومختار الأحاديث النبوية والحكم المحمدية والسحر الحلال في الحكم والأمثال.