جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الأول في التقييد بالنعت

صفحة 132 - الجزء 1

  واعلم: أن معرفة خواص التراكيب وأسرار الأساليب وما فيها من دقيق الوضع، وباهر الصنع، ولطائف المزايا، يسترعي لبك، إلى أن التقييد بأحد الأنواع الآتية: يكون لزيادة الفائدة، وتقويتها عند السامع. لما هو معروف من أن الحكم كلما ازدادت قيوده ازداد إيضاحا وتخصيصا.

  والتقييد يكون: بالتوابع، وضمير الفصل، والنواسخ، وأدوات الشرط، والنفي، والمفاعيل الخمسة، والحال، والتمييز، وفي هذا الباب جملة مباحث⁣(⁣١).

المبحث الأول في التقييد بالنّعت

  أما النعت: فيؤتى به للمقاصد والأغراض الّتي يدل عليها.

  أ - منها: تخصيص المنعوت بصفة تميّزه إن كان نكرة، نحو: جاءني رجل تاجر.

  ب - ومنها: توضيح المنعوت إذا كان معرفة لغرض:

  ١ - الكشف عن حقيقته، نحو: الجسم الطويل، العريض، يشغل حيّزا من الفراغ.

  ٢ - أو التأكيد، نحو: وأمس الدّابر كان يوما عظيما.

  ٣ - أو المدح، نحو: حضر سعد المنصور.

  ٤ - أو الذم، نحو: فاستعذ باللّه من الشيطان الرجيم

  ٥ - أو الترحم، نحو: قدم زيد المسكين.


(١). اعلم أن التقييد: يكون لتمام الفائدة، لما تقرر من أن الحكم كلما زاد قيده زاد خصوصية، وكلما زاد خصوصية زادت فائدته. لا فرق بين المسند إليه أو مسند أو غيرهما، كما لا فرق بين تقييده بالتوابع أو غيرها.