جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث السابع في التقييد بالنواسخ

صفحة 135 - الجزء 1

المبحث الخامس في التقييد بالبدل

  أما البدل: فيؤتى به للمقاصد والأغراض الّتي يدل عليها.

  ويكون لزيادة التقرير والإيضاح، لأن البدل مقصود بالحكم بعد إبهام نحو: حضر ابني علي، في بدل الكل.

  ونحو: سافر الجند أغلبه، في بدل البعض. ونحو: نفعني الأستاذ علمه، في بدل الاشتمال.

  ونحو: وجهك بدر شمس، في بدل الغلط⁣(⁣١). وذلك: لإفادة المبالغة الّتي يقتضيها الحال.

المبحث السادس في التقييد بضمير الفصل

  يؤتى بضمير الفصل: لإغراض كثيرة، منها:

  ١ - التخصيص، نحو: {أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ}⁣[التوبة: ١٠٤].

  ٢ - وتأكيد التخصيص إذا كان في التركيب مخصص آخر. كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}⁣[التوبة: ١١٨].

  ٣ - وتمييز الخبر عن الصفة، نحو: العالم هو العامل بعلمه.

المبحث السابع في التقييد بالنواسخ

  التقييد بها: يكون للأغراض الّتي تؤديها معاني ألفاظ النواسخ كالاستمرار أو لحكاية الحال الماضية في «كان»⁣(⁣٢). وكالتوقيت بزمن معين: في «ظل، وبات، وأصبح، وأمسى، وأضحى».

  وكالتوقيت بحالة معينة: في «ما دام». وكالمقاربة: في كاد، وكرب، و «أوشك». وكالتأكيد: في إن وأنّ، وكالتشبيه: في «كأنّ». وكالاستداراك: في لكنّ، وكالرجاء: في «لعلّ». وكالتمني: في ليت، وكاليقين: في «وجد، وألفي، ودرى، وعلم». وكالظن: في خال، وزعم، وحسب، وكالتحول: في «اتخذ، وجعل، وصيّر».


(١). لكن الحق الذي عليه الجمهور: أن بدل الغلط لا يقع في كلام البلغاء.

(٢). فالجملة تنعقد من الاسم والخبر، أو من المفعولين اللذين أصلهما مبتدأ وخبر ويكون الناسخ قيدا، فإذا قلت:

رأيت اللّه أكبر كل شيء، فمعناه (اللّه أكبر كل شيء) على وجه العلم واليقين. وهكذا.