جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الأول في طرق القصر

صفحة 151 - الجزء 1

  أولا: يكون القصر بالنفي والاستثناء⁣(⁣١)، نحو: ما شوقي إلا شاعر أو ما شاعر إلا شوقي.

  ثانيا: يكون القصر بإنما نحو: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ}⁣[فاطر: ٢٨] وكقول الشاعر:

  إنما يشتري المحامد حر ... طاب نفسا لهن بالأثمان

  [الخفيف]

  ثالثا: يكون القصر بالعطف بلا، وبل، ولكن، نحو: الأرض متحركة لا ثابتة، وكقول الشاعر:

  عمر الفتى ذكره لا طول مدته ... وموته خزيه لا يومه الداني

  [البسيط]

  وكقوله: [الكامل]

  ما نال في دنياه وان بغية ... لكن أخو حزم يجدّ ويعمل

  رابعا: يكون القصر بتقديم ما حقه التأخير نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}⁣[الفاتحة: ٥] أي نخصك بالعبادة والاستعانة.

  ١ - فالمقصور عليه في النفي والاستثناء هو المذكور بعد أداة الاستثناء نحو: وما توفيقي إلا باللّه.

  ٢ - والمقصور عليه مع إنما: هو المذكور بعدها، ويكون مؤخرا في الجملة وجوبا، نحو:


= على العطف لأنه يفهم منه الاثبات للمذكور، والنفي عما عداه معا، بخلاف العطف لأنه يفهم منه أولا الإثبات، ثم النفي: أو عكسه، نحو إنما خليل فاهم، خليل فاهم لا حافظ، وأحسن موقعها التعريض نحو: {إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ}.

واعلم أن «غير» كإلا: في إفادة القصر، وفي امتناع اجتماعه مع لا العاطفة، فلا يقال: ما علي غير شاعر لا منجم، وما شاعر غير علي لا نصر.

(١). يكون النفي بغير «ما» كقوله تعالى: {إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} كما يكون الاستثناء بغير «إلا» نحو:

لم يبق سواك تلوذ به ... بما نخشاه من المحن

[المتدارك]