المبحث الأول في طرق القصر
  أولا: يكون القصر بالنفي والاستثناء(١)، نحو: ما شوقي إلا شاعر أو ما شاعر إلا شوقي.
  ثانيا: يكون القصر بإنما نحو: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ}[فاطر: ٢٨] وكقول الشاعر:
  إنما يشتري المحامد حر ... طاب نفسا لهن بالأثمان
  [الخفيف]
  ثالثا: يكون القصر بالعطف بلا، وبل، ولكن، نحو: الأرض متحركة لا ثابتة، وكقول الشاعر:
  عمر الفتى ذكره لا طول مدته ... وموته خزيه لا يومه الداني
  [البسيط]
  وكقوله: [الكامل]
  ما نال في دنياه وان بغية ... لكن أخو حزم يجدّ ويعمل
  رابعا: يكون القصر بتقديم ما حقه التأخير نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥] أي نخصك بالعبادة والاستعانة.
  ١ - فالمقصور عليه في النفي والاستثناء هو المذكور بعد أداة الاستثناء نحو: وما توفيقي إلا باللّه.
  ٢ - والمقصور عليه مع إنما: هو المذكور بعدها، ويكون مؤخرا في الجملة وجوبا، نحو:
= على العطف لأنه يفهم منه الاثبات للمذكور، والنفي عما عداه معا، بخلاف العطف لأنه يفهم منه أولا الإثبات، ثم النفي: أو عكسه، نحو إنما خليل فاهم، خليل فاهم لا حافظ، وأحسن موقعها التعريض نحو: {إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ}.
واعلم أن «غير» كإلا: في إفادة القصر، وفي امتناع اجتماعه مع لا العاطفة، فلا يقال: ما علي غير شاعر لا منجم، وما شاعر غير علي لا نصر.
(١). يكون النفي بغير «ما» كقوله تعالى: {إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} كما يكون الاستثناء بغير «إلا» نحو:
لم يبق سواك تلوذ به ... بما نخشاه من المحن
[المتدارك]