المبحث الأول في طرق القصر
  إنما الدنيا غرور.
  ٣ - والمقصور عليه مع لا العاطفة: هو المذكور قبلها. والمقابل لما بعدها. نحو: الفخر بالعلم لا بالمال.
  ٤ - والمقصور عليه مع بل ولكن، العاطفتين: هو المذكور بعدهما نحو: ما الفخر بالمال بل بالعلم، ونحو: ما الفخر بالنّسب لكن بالتقوى.
  ٥ - والمقصور عليه في تقديم ما حقه التأخير: هو المذكور المتقدّم نحو: على اللّه توكلنا، وكقول المتنبي: [الكامل]
  ومن البليّة عذل من لا يرعوي ... عن غيّه وخطاب من لا يفهم
ملاحظات
  أولا: يشترط في كل من بل ولكن أن تسبق بنفي، أو نهي، وأن يكون المعطوف بهما مفردا، وألا تقترن، لكن، بالواو.
  ثانيا: يشترط في لا، إفراد معطوفها، وأن تسبق بإثبات، وألا يكون ما بعدها داخلا في عموم ما قبلها.
  ثالثا: يكون للقصر بإنما، مزية على العطف لأنها تفيد الإثبات للشيء، والنفي عن غيره دفعة واحدة، بخلاف العطف، فإنه يفهم منه الإثبات أولا، ثم النفي ثانيا، أو عكسه.
  رابعا: التقديم: يدل على القصر بطريق الذوق السليم، والفكر الصائب، بخلاف الثلاث الباقية فتدل على القصر بالوضع اللغوي للأدوات.
  خامسا: الأصل أن يتأخر المعمول على عامله إلا لضرورة. ومن يتتبع أساليب البلغاء في تقديم ما حقه التأخير: يجد بأنهم يريدون بذلك: التخصيص.