جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تمهيد

صفحة 159 - الجزء 1

الباب الثامن في الوصل والفصل

تمهيد

  العلم بمواقع الجمل والوقوف على ما ينبغي أن يصنع فيها من العطف والاستئناف والتهدي إلى كيفية إيقاع حروف العطف في مواقعها أو تركها عند عدم الحاجة إليها صعب المسلك، لا يوفق للصواب فيه إلا من أوتي قسطا موفورا من البلاغة، وطبع على إدراك محاسنها، ورزق حظا من المعرفة في ذوق الكلام، وذلك لغموض هذا الباب، ودقة مسلكه، وعظيم خطره وكثير فائدته: يدل لهذا، أنهم جعلوه حدا للبلاغة. فقد سئل عنها بعض البلغاء، فقال: هي معرفة الفصل والوصل.

تعريف الوصل والفصل في حدود البلاغة

  الوصل عطف جملة على أخرى بالواو، والفصل ترك هذا العطف⁣(⁣١) بين الجملتين،


(١). إذا توالت الجملتان. لا يخلو الحال من أن يكون، للأولى محل من الإعراب، أو لا. وإن كان لها محل من الإعراب فلا بد من أن يقصد تشريك الثانية لها في حكم الإعراب، أو لا. فإن قصد التشريك عطفت الثانية عليها نحو {اللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ} وإلا فصلت عنها نحو {قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}. لم يعطف قوله اللّه يستهزئ بهم على ما قبله لئلا يشاركه في حكم المفعولية للقول وهو ليس مما قالوه =