جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

خاتمة

صفحة 193 - الجزء 1

  ٦ - عدول من الغيبة إلى الخطاب: كقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}⁣[البقرة: ٨٣].

  الثاني: تجاهل العارف، وهو سوق المعلوم مساق المجهول، بأن يجعل العارف بالشيء نفسه جاهلا به، وذلك لأغراض:

  ١ - كالتعجب: نحو قوله تعالى: {أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}⁣[الطور: ١٥]

  ٢ - والمبالغة في المدح: نحو: وجهك البدر أم شمس.

  ٣ - والمبالغة في الذم: كقول الشاعر: [الوافر]

  وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء

  ٤ - والتوبيخ وشدة الجزع: كقول شاعر: [الطويل]

  أيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف⁣(⁣١)

  ٥ - وشدة الوله: كقول الشاعر: [البسيط]

  باللّه يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر

  ٦ - والفخر: كقوله [الخفيف]

  أيّنا تعرف المواقف منه ... وثبات على العدا وثباتا

  الثالث: القلب⁣(⁣٢): وهو جعل كل من الجزأين في الكلام مكان صاحبه، لغرض المبالغة، نحو قول رؤبة بن العجاج: [الرجز]

  ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه⁣(⁣٣)


(١). تجاهلت أخت طريف عن سبب انتفاء الجزع عن الشجر لشدة التحير والتضجر.

(٢). ويستدل عليه بالتأمل في المعنى فنحو عرضت الناقة على الحوض. وأدخلت الخاتم في أصبعي، أصله «عرضت الحوض على الناقة» لأن العرض يكون على ما له «إدراك» وأصله أدخلت أصبعي في الخاتم «لأن الظرف هو الخاتم» والنكتة أن الظاهر الإتيان بالمعروض إلى المعروض عليه، وتحريك المظروف نحو الظرف.

ولما كان ما هنا بالعكس قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار، وإنما يقبل حيث يتضمن اعتبارا لطيفا.

(٣). والمهمة المفازة البعيدة، وأرجاؤه نواحيه.