جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الرابع: التعبير عن المضارع بلفظ الماضي، وعكسه.

صفحة 194 - الجزء 1

  أي: كأن لو سمائه لغبرتها لون أرضه، مبالغة في وصف لون السماء بالغبرة، حتى صار بحيث يشبه به لون الأرض.

  ونحو: أدخلت الخاتم في أصبعي: والقياس: أدخلت أصبعي في الخاتم وعرضت الناقة على الحوض.

الرابع: التعبير عن المضارع بلفظ الماضي، وعكسه.

  فمن أغراض التعبير عن المضارع بلفظ الماضي.

  أ - التنبيه على تحقق وقوعه: نحو {أَتى أَمْرُ اللَّهِ}⁣[النحل: ١] أي: يأتي.

  ب - أو قرب الوقوع: نحو: قد قامت الصلاة، أي قرب القيام لها.

  ج - والتفاؤل: نحو: إن شفاك اللّه تذهب معي.

  د - والتعريض: نحول قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}⁣[الزمر: ٦٥].

  فيه تعريض للمشركين بأنهم قد حبطت أعمالهم.

  ومن أغراض التعبير عن الماضي بلفظ المضارع.

  أ - حكاية الحالة الماضية باستحضار الصورة الغريبة في الخيال⁣(⁣١). كقوله تعالى:

  {اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً}⁣[فاطر: ٩] بدل فأثارت.

  ب - وإفادة الاستمرار فيما مضى: كقوله تعالى: {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ}⁣[الحجرات: ٤٧] أي: لو استمر على إطاعتكم لهلكتم.

  الخامس: التعبير عن المستقبل بلفظ اسم الفاعل. نحو قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ}⁣[الذاريات: ٦].

  أو بلفظ اسم المفعول: نحو قوله تعالى: {ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ}⁣[هود: ١٠٣].

  وذلك: لأن الوصفين المذكورين حقيقة في الحال، مجاز فيما سواه.

  السادس: يوضع المضمر موضع المظهر، خلافا لمقتضى الظاهر، ليتمكن ما بعده في ذهن السامع، نحو: هو اللّه عادل.


(١). يوضع المضارع موضع الماضي لإيهام المشاهدة بإحضار صورة الشيء في ذهن السامع بصيغة الحاضر.