جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الرابع: التعبير عن المضارع بلفظ الماضي، وعكسه.

صفحة 195 - الجزء 1

  ويوضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين، نحو: خير الناس من نفع الناس أو لإلقاء المهابة في نفس السامع، كقول الخليفة: أمير المؤمنين يأمر بكذا أي: أنا آمر.

  أو للاستعطاف: نحو: أيأذن لي مولاي أن أتكلم أي: أتأذن.

  السابع: التغليب: وهو ترجيح أحد الشيئين على الآخر في إطلاق لفظه عليه⁣(⁣١) وذلك:

  ١ - كتغليب المذكر على المؤنث، في قوله تعالى: {وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ}⁣[التحريم: ١٢] وقياسه القانتات. ونحو: الأبوين للأب والأم والقمرين: للشمس والقمر.

  ٢ - وكتغليب الأخفّ على غيره، نحو الحسنين، في الحسن والحسين.

  ٣ - وكتغليب الأكثر على الأقل، كقوله تعالى: {لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا}⁣[الأعراف: ٨٨]. أدخل (شعيب) في العود إلى ملّتهم، مع أنه لم يكن فيها قطّ، ثم خرج منها وعاد، تغليبا للأكثر.

  ط - وكتغليب العاقل على غيره، كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣[الفاتحة: ٢].

  وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.

  تم علم المعاني، ويليه علم البيان، واللّه المستعان أولا وآخرا.


(١). التغليب: هو إطلاق لفظ أحد الصاحبين على الآخر ترجيحا له عليه. والتغليب كثير في كلام العرب. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.