الرابع: التعبير عن المضارع بلفظ الماضي، وعكسه.
  ويوضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين، نحو: خير الناس من نفع الناس أو لإلقاء المهابة في نفس السامع، كقول الخليفة: أمير المؤمنين يأمر بكذا أي: أنا آمر.
  أو للاستعطاف: نحو: أيأذن لي مولاي أن أتكلم أي: أتأذن.
  السابع: التغليب: وهو ترجيح أحد الشيئين على الآخر في إطلاق لفظه عليه(١) وذلك:
  ١ - كتغليب المذكر على المؤنث، في قوله تعالى: {وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ}[التحريم: ١٢] وقياسه القانتات. ونحو: الأبوين للأب والأم والقمرين: للشمس والقمر.
  ٢ - وكتغليب الأخفّ على غيره، نحو الحسنين، في الحسن والحسين.
  ٣ - وكتغليب الأكثر على الأقل، كقوله تعالى: {لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا}[الأعراف: ٨٨]. أدخل (شعيب) في العود إلى ملّتهم، مع أنه لم يكن فيها قطّ، ثم خرج منها وعاد، تغليبا للأكثر.
  ط - وكتغليب العاقل على غيره، كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}[الفاتحة: ٢].
  وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
  تم علم المعاني، ويليه علم البيان، واللّه المستعان أولا وآخرا.
(١). التغليب: هو إطلاق لفظ أحد الصاحبين على الآخر ترجيحا له عليه. والتغليب كثير في كلام العرب. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.