والغرابة قسمان:
  القسم الثاني: ما يعاب استعماله لاحتياج إلى تتبّع اللغات. وكثرة البحث والتفتيش في المعاجم وقواميس متن اللغة المطولة.
  أ - فمنه ما يعثر فيها على تفسيره بعد كدّ وبحث نحو: تكأكأتم (بمعنى اجتمعتم) من قول عيسى بن عمرو النحوي:
  ما لكم تكأكأتم عليّ، كتكأكئكم على ذي جنّة؟(١) افرنقعوا عنّي(٢) ونحو (مشمخرّ) في قول: بشر بن عوانة. يصف الأسد:
  فخرّ مضرّجا بدم كأني ... هدمت به بناء مشمخرّا
  ب - ومنه ما لم يعثر على تفسيره نحو: (جحلنجع) من قول أبي الهميسع [الرجز]
  من طمحة صبيرها جحلنجع(٣) ... لم يحضها الجدول بالتّنوّع
  وأمّا مخالفة القياس: فهو كون الكلمة شاذّة غير جارية على القانون الصّرفيّ المستنبط من كلام العرب؛ بأن تكون على خلاف ما ثبت فيها عن العرف العربي الصّحيح(٤)
(١). جنون.
(٢). انصرفوا، وقال ذلك حين سقط عن دابته فاجتمع الناس حوله.
(٣). الطمحة النظرة، والصبير السحاب المتراكم. وقبله: [الرجز].
إن تمنعي صوبك صوب المدمع ... يجري على الخد كضئب الثعثع
الضئب الحب والثعثع اللؤلؤ، قال صاحب القاموس: ذكروا جحلنجع ولم يفسروه. وقالوا: كان أبو الهميسع من أعراب مدين. وكنا لا نكاد نفهم كلامه.
(٤). ما استثناه الصرفيون من قواعدهم المجمع عليها وإن خالف القياس (فصيح) فمثل «آل وماء» أصلهما أهل وموه، أبدلت الهاء فيهما همزة. وإبدال الهمزة من الهاء وإن كان على خلاف القياس إلا أنه ثبت عن الواضع، ومثل «أبى يأبى» بفتح الباء في المضارع. والقياس، كسرها فيه لأن فعل بفتح العين لا يأتي مضارعه على يفعل بالفتح إلا إذا كان عين ماضيه أو لامه حرف حلق كسأل ونفع، فمجيء المضارع بالفتح على خلاف القياس، إلا أن الفتح ثبت عن الواضع، ومثل (عور يعور) فالقياس فيهما عار يعار بقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فتصحيح الواو خلاف القياس إلا أنه ثبت عن الواضع.