جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تطبيق

صفحة 20 - الجزء 1

  (مثل الأجلل) في قول أبي النّجم: [الرجز]

  الحمد للّه العلي الأجلل ... الواحد الفرد القديم الأوّل

  فإن القياس الأجلّ بالإدغام، ولا مسوّغ لفكّه.

  وكقطع همزة وصل اثنين في قول جميل: [الطويل]

  ألا لا أرى اثنين أحسن شيمة ... على حدثان الدّهر منّي ومن جمل⁣(⁣١)

  ويستثنى من ذلك ما ثبت استعماله لدى العرب مخالفا للقياس ولكنّه فصيح.

  لهذا لم يخرج عن الفصاحة لفظتا: المشرق والمغرب بكسر الراء، والقياس فتحها فيهما، وكذا لفظتا: المدهن والمنخل والقياس فيهما مفعل بكسر الميم وفتح العين - وكذا نحو قولهم:

  عور والقياس: عار، لتحرّك الواو وانفتاح ما قبلها.

  وأمّا الكراهة في السمع: فهو كون الكلمة وحشية، وتأنفها الطّباع وتمجها الأسماع، وتنبو عنه، كما ينبو عن سماع الأصوات المنكرة. كالجرشيّ للنفس في قول أبي الطيب المتنبّي يمدح سيف الدّولة: [المتقارب]

  مبارك الاسم أغرّ اللقب ... كريم الجرشيّ شريف النسب

  وملخص القول: أن فصاحة الكلمة تكون بسلامتها من تنافر الحروف ومن الغرابة، ومن مخالفة القياس، ومن الابتذال، والضّعف.

  فإذا لصق بالكلمة عيب من هذه العيوب السابقة وجب نبذها واطّراحها.

تطبيق

  ما الذي أخلّ بفصاحة الكلمات فيما يأتي:

  قال يحيى بن يعمر لرجل حكمته امرأته إليه: «أئن سألتك ثمن شكرها وشبرك، أخذت تطلّها وتضهلها؟⁣(⁣٢)


(١). الشيمة الخلق، والحدثان نوائب الدهر.

(٢). الشكر الرضاع والشبر النكاح وتطلها تسعى في بطلان حقها وتضهلها تعطيها الشيء القليل.