الباب الأول في التشبيه تمهيد
  بالبدر، في الإشراق أو الاستدارة، أو العيون بالنرجس.
  وقد يتصرف في القريب بما يخرجه عن ابتذاله إلى الغرابة، كقول الشاعر: [الكامل]
  لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا ... إلا بوجه ليس فيه حياء
  فإن تشبيه الوجه الحسن، بالشمس: مبتذل، ولكن حديث الحياء أخرجه إلى الغرابة.
  وقد يخرج وجه الشبه من الابتذال إلى الغرابة وذلك:
  بالجمع بين عدة تشبيهات كقول الشاعر: [السريع]
  كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منضد، أو برد أو أقاح
  أو باستعمال شرط، كقوله: [الكامل]
  عزماته مثل النجوم ثواقبا ... لو لم بكن للثاقبات أفول
  ٦ - وبعيد غريب: وهو ما احتاج في الانتقال من المشبه إلى المشبه به، إلى فكر وتدقيق نظر، لخفاء وجهه بادئ الرأي كقوله: [الكامل]
  والشمس كالمرآة في كف الأشل
  فإن الوجه فيه: هو الهيئة الحاصلة من الاستدارة مع الإشراق، والحركة السريعة المتصلة مع تموج الإشراق، حتى ترى الشعاع كأنه يهم بأن ينبسط حتى يفيض من جوانب الدائرة؛ ثم يبدو له فيرجع إلى الانقباض.
  وحكم وجه الشبه. أن يكون في المشبه به أقوى منه في المشبه وإلا فلا فائدة في التشبيه.