جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث التاسع في تقسيم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول وإلى مردود

صفحة 222 - الجزء 1

  وجه الشبه، فتقول علي كالأسد. وبيان ذلك: أنك بذكرك الوجه حصرت التشابه. فلم تدع للخيال مجالا في الظن بأن التشابه في كثير من الصفات كما أنك بذكر الأداة نصصت على وجود التفاوت بين المشبه والمشبه به. ولم تترك بابا للمبالغة.

  ج - أقلها: ما ذكر فيها الوجه والأداة، وحينئذ فقدت المزيتين السابقتين

  الثاني: قد يكون الغرض من التشبيه حسنا جميلا، وذلك هو النمط الذي تسمو إليه نفوس البلغاء، وقد أتوا فيه بكل حسن بديع، كقول ابن نباتة في وصف فرس أغر محجل: [الكامل]

  وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه

  وقد لا يوفق المتكلم إلى وجه الشبه، أو يصل إليه مع بعد، وما أخلق مثل هذا النوع بالاستكراه وأحقه بالذم. لما فيه من القبح والشناعة بحيث ينفر منه الطبع السليم.

  الثالث: علم مما سبق أن أقسام التشبيه من حيث الوجه والأداة كالآتي:

  ١ - التشبيه المرسل: هو ما ذكرت فيه الأداة.

  ٢ - التشبيه المؤكد: هو ما حذفت منه الأداة.

  ٣ - التشبيه المجمل: هو ما حذف منه وجه الشبه.

  ٤ - التشبيه المفصل: هو ما ذكر فيه وجه الشبه.

  ٥ - التشبيه البليغ: هو ما حذفت منه الأداة. ووجه الشبه⁣(⁣١) وهو أرقى أنواع التشبيه بلاغة، وقد تقدم الكلام عليه مستوفى.

  ٦ - التشبيه الضمني: هو تشبيه لا يوضع فيه المشبه؛ والمشبه به؛ في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يلمح المشبه، والمشبه به، ويفهمان من المعنى، نحو:

  علا فما يستقر المال في يده ... وكيف تمسك ماء قنة الجبل


(١). المراد بالبليغ هنا: ما بلغ درجة القبول لحسنه، أو المراد به اللطيف الحسن.