جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المجاز

صفحة 231 - الجزء 1

الباب الثاني في المجاز⁣(⁣١)

  المجاز مشتقّ من جاز الشيء يجوزه، إذا تعدّاه سمّوا به اللّفظ الذي نقل من معناه الأصلي، واستعمل ليدلّ على معنى غيره، مناسب له.

  والمجاز: من أحسن الوسائل البيانيّة الّتي تهدي إليها الطبيعة؛ لإيضاح المعنى، إذ به يخرج المعنى متّصفا بصفة حسّية، تكاد تعرضه على عيان السّامع، لهذا شغفت العرب باستعمال المجاز لميلها إلى الاتساع في الكلام، وإلى الدلالة على كثرة معاني الألفاظ، ولما فيه من الدّقة في التعبير، فيحصل للنفس به سرور وأريحيّة، ولأمر مّا كثر في كلامهم، حتى أتوا فيه بكل معنى رائق، وزيّنوا به خطبهم وأشعارهم.

  وفي هذا الباب مباحث:


(١). أقول: إن المخلوقات كلها تفتقر إلى أسماء، يستدل بها عليها، ليعرف كل منها باسمه، من أجل التفاهم بين الناس. وهذا يقع ضرورة لا بد منها. فالاسم الموضوع بإزاء المسمى هو حقيقة له، فإذا نقل إلى غيره صار مجازا.