المبحث الثاني في المجاز اللغوي المفرد المرسل وعلاقاته
المبحث الثاني في المجاز اللغوي المفرد المرسل وعلاقاته
  المجاز المفرد المرسل:(١) هو الكلمة المستعملة قصدا في غير معناها الأصلي لملاحظة علاقة غير المشابهة مع قرينة دالة على عدم إرادة المعنى الوضعي.
  وله علاقات كثيرة، أهمها.
  ١ - السّببيّة: وهي كون الشيء المنقول عنه سببا، ومؤثرا في غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ السبب، وأريد منه المسبّب، نحو: رعت الماشية الغيث، أي النبات؛ لأن الغيث أي المطر سبب فيه(٢). وقرينته لفظية وهي رعت لأن العلاقة تعتبر من جهة المعنى المنقول عنه.
  ونحو: لفلان عليّ يد: تريد باليد: النّعمة؛ لأنها سبب فيها.
(١). سمي (مرسلا) لإطلاقه عن التقييد بعلاقة واحدة مخصوصة، بل له علاقات كثيرة، واسم العلاقة يستفاد من وصف الكلمة الّتي تذكر في الجملة، وليس المقصود من العلاقة إلا بيان الارتباط والمناسبة، فالفطن يرى ما يناسب كل مقام.
وقيل: سمي (مرسلا) لأنه أرسل عن دعوى الاتحاد المعتبرة في الاستعارة.
(٢). وكقول الشاعر: [المنسرح]
له أديان على سابغة ... أعد منها ولا أعددها
وكقوله: [الكامل]
قامت تظللني من الشمس ... نفس أحب إلى من نفسي
قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس
فائدة: القصد من العلاقة: إنما هو تحقق الارتباط، والذكي يعرف مقال كل مقام، ثم إن (العلاقة): قيل تعتبر من جهة المعنى المنقول عنه، الذي هو الحقيقي، وقيل تعتبر من جهة المعنى المنقول إليه، لأنه المدار، وقيل تعتبر من جهتهما، رعاية لحقيهما.
واعلم أن اللفظ الواحد: قد يكون صالحا بالنسبة إلى معنى واحد، لأن يكون مجازا مرسلا، واستعارة باعتبارين.