المبحث الثاني في المجاز اللغوي المفرد المرسل وعلاقاته
  ٢ - والمسببية: هي أن يكون المنقول عنه مسبّبا، وأثرا لشيء آخر، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المسبب، وأريد منه السّبب، نحو: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً}[غافر: ١٣] أي: مطرا يسبّب الرّزق.
  ٣ - والكلّيّة: هي كون الشيء متضمنا للمقصود ولغيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الكل، أريد منه الجزء، نحو: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ}[البقرة: ١٩] أي أناملهم والقرينة حالية وهي استحالة إدخال الأصبع كلّه في الأذن.
  ونحو: شربت ماء النيل، والمراد بعضه، بقرينة شربت.
  ٤ - والجزئية: هي كون المذكور ضمن شيء آخر، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الجزء، وأريد منه الكل، مثل قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}[النساء: ٩٢]. ونحو: نشر الحاكم عيونه في المدينة: أي الجواسيس، فالعيون مجاز مرسل، علاقته الجزئية لأن كل عين جزء من جاسوسها، والقرينة الاستحالة.
  ٥ - واللّازميّة: هي كون الشيء يجب وجوده، عند وجود شيء آخر، نحو: طلع الضّوء، أي الشمس؛ فالضوء مجاز مرسل، علاقته اللازميّة لأنه يوجد عند وجود الشمس، والمعتبر هنا اللزوم الخاص، وهو عدم الانفكاك.
  ٦ - والملزومية: هي كون الشيء يجب عند وجوده وجود شيء آخر، نحو: ملأت الشمس المكان، أي الضّوء، فالشمس مجاز مرسل، علاقته الملزوميّة لأنها متى وجدت وجد الضّوء، والقرينة ملأت.
  ٧ - والآليّة: هي كون الشيء واسطة لإيصال أثر شيء إلى آخر، وذلك فيما إذا ذكر اسم الآلة، وأريد الأثر الذي ينتج عنه، نحو: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}[الشعراء: ٨٤] أي ذكرا حسنا فلسان بمعنى ذكر حسن مجاز مرسل، علاقته الآليّة لأن اللّسان آلة في الذكر الحسن.
  ٨ - والتّقييد، ثمّ الإطلاق: هو كون الشيء مقيّدا بقيد أو أكثر، نحو: مشفر زيد مجروح؛ فإن المشفر لغة: شفة البعير، ثم أريد هنا مطلق شفة، فكان في هذا منقولا عن المقيد إلى