الباب الثاني في المجاز
  ١٤ - والمحلية: هي كون الشيء يحلّ فيه غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المحل وأريد به الحال فيه، كقوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ}[العلق: ١٧] والمراد من يحل في النادي. وكقوله تعالى:
  {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ}[آل عمران: ١٦٧] أي ألسنتهم، لأن القول لا يكون عادة إلا بها.
  ١٥ - والبدلية: هي كون الشيء بدلا عن شيء آخر، كقوله تعالى: {فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}[النساء: ١٠٣] والمراد: الأداء.
  ١٦ - والمبدلية: هي كون الشيء مبدلا منه شيء آخر، نحو: أكلت دم زيد أي ديته.
  فالدم مجاز مرسل علاقته المبدلية لأن الدم: مبدل عنه الدية.
  ١٧ - والمجاورة: هي كون الشيء مجاورا لشيء آخر، نحو كلمت الجدار والعمود، أي الجالس بجوارهما، فالجدار والعمود مجازان مرسلان علاقتهما المجاورة.
  ١٨ - والتعلق الاشتقاقي: هو إقامة صيغة مقام أخرى، وذلك:
  أ - كإطلاق المصدر على اسم المفعول، في قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: ٨٨] أي مصنوعه.
  ب - وكإطلاق اسم الفاعل على المصدر، في قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ}[الواقعة: ٢] أي تكذيب.
  ج - وكإطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول، في قوله تعالى: {لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[هود: ٤٣] أي لا معصوم.
  د - وكإطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل، في قوله تعالى: {حِجاباً مَسْتُوراً}[الإسراء: ٤٥] أي ساترا.
  والقرينة على مجازية ما تقدم، هي ذكر ما يمنع إرادة المعنى الأصلي.