جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المجاز

صفحة 236 - الجزء 1

  ١٤ - والمحلية: هي كون الشيء يحلّ فيه غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المحل وأريد به الحال فيه، كقوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ}⁣[العلق: ١٧] والمراد من يحل في النادي. وكقوله تعالى:

  {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٦٧] أي ألسنتهم، لأن القول لا يكون عادة إلا بها.

  ١٥ - والبدلية: هي كون الشيء بدلا عن شيء آخر، كقوله تعالى: {فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}⁣[النساء: ١٠٣] والمراد: الأداء.

  ١٦ - والمبدلية: هي كون الشيء مبدلا منه شيء آخر، نحو: أكلت دم زيد أي ديته.

  فالدم مجاز مرسل علاقته المبدلية لأن الدم: مبدل عنه الدية.

  ١٧ - والمجاورة: هي كون الشيء مجاورا لشيء آخر، نحو كلمت الجدار والعمود، أي الجالس بجوارهما، فالجدار والعمود مجازان مرسلان علاقتهما المجاورة.

  ١٨ - والتعلق الاشتقاقي: هو إقامة صيغة مقام أخرى، وذلك:

  أ - كإطلاق المصدر على اسم المفعول، في قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[النمل: ٨٨] أي مصنوعه.

  ب - وكإطلاق اسم الفاعل على المصدر، في قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ}⁣[الواقعة: ٢] أي تكذيب.

  ج - وكإطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول، في قوله تعالى: {لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}⁣[هود: ٤٣] أي لا معصوم.

  د - وكإطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل، في قوله تعالى: {حِجاباً مَسْتُوراً}⁣[الإسراء: ٤٥] أي ساترا.

  والقرينة على مجازية ما تقدم، هي ذكر ما يمنع إرادة المعنى الأصلي.