الباب الثاني في المجاز
  ٥ - أو على الفاعل والمفعولين، كقول الشاعر: [البسيط]
  تقري الرياح رياض الحزن مزهرة ... إذا سرى النوم في الأجفان إيقاظا(١)
  ٦ - أو على مفعولين؛ كقوله تعالى: {وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً}
  ٧ - أو على المجرور: نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ}(٢) ونحو {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ}[الحجر: ٩٤] ونحو: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ}[الأنبياء: ١٨].
  هذا وقد تكون قرينة التبعية غير ذلك، نحو: {قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}[يس: ٥٢](٣) إذ القرينة في هذه الآية، كونه من كلام الموتى، مع قوله: {هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}[يس: ٥٢].
  التنبيه الحادي عشر: استعارة الحرف(٤) نحو {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً}[القصص: ٨]
= والضمير في أرومتها للخزرجية، وفي «ذووها» للمرهفات يقول: أبدنا أصول هذه القبيلة بسيوفنا المرهفات، ونزل التضاد منزلة التناسب، فشبه الإساءة إلي الخزرجية صباحا بالإحسان إليهم، وتقديم الصبوح لهم، بجامع إدخال السرور على النفس في كل، وإن كال ادعائيا في المشبه، ثم استعار الفظ المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية العنادية التهكمية، ثم اشتق من الصبوح بمعنى الضرب بالمرهفات «صبح» بمعني ضرب بها على سبيل الاستعارة التبعية.
(١). الجفن غطاء العين وغلاف السيف استعير لأكمام الزهر بجامع التغطية في كل، وكنى بسريان النوم فيها عن ذبولها، وإيقاظ مصدر أيقظ مصدر مستعار لتفتيح الزهر وايجاد النضرة والبهجة فيه، وقد حسن التعبير بالإيقاظ مجيئه بعد النوم والأجفان، والمعنى: تهب الرياح على بساتين الحزن فتكسوها تفتيحا وحسنا ونضارة.
(٢). قوله بعذاب: قرينة على أن «بشر» مستعار، لأن التبشير بما يسر فلا يناسب تعلقه بالعذاب، وقوله: «بما تؤمر» كذلك لأنه معنوي والصدع المحسوس، كما أن الحق معنوي أيضا، فكل منها كان صارفا عن المعني الأصلي للفعل إلى المعنى المجازي.
(٣). هذا على أن مرقد اسم مكان، والا فالاستعارة أصلية كما تقدم.
(٤). إيضاح: مثل الابتداء والظرفية والاستعلاء معان كليه، يصح أن تكون مستقلة بالفهم، يحكم بها وعليها، وتكون مقصودة لذاتها، ولكن لابتداء المفهوم من لفظ «من» ابتداء مخصوص لم بقصد لذاته، بل الغرض منه =