جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المجاز

صفحة 259 - الجزء 1

  نحو: حكم على قاتلك بالسجن، من القتل بمعني الضرب الشديد، مجازا. ونحو: إنما أصادف الأصم عن الخني، وأجاوز الأعمي عن العورات، ونحو: فلسان حالي بالشكاية أنطق: أي أدل.

  ونحو قوله تعالى: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} ونحو: جئت بمقتالك⁣(⁣١): أي بالآلة التي أضربك بها ضربا شديدا.

  التنبيه العاشر: مدار قرينة التبعية في الفعل والمشتق على ما تأتي:

  ١ - على الفاعل: نحو: إنا لما طغى الماء، ونطفت الحال بكذا⁣(⁣٢).

  ٢ - أو على نائبه: نحو: ضربت عليهم الذلة والمسكنة⁣(⁣٣).

  ٣ - أو على المفعول به، نحو: [المديد]

  جمع الحقّ لنا في إمام ... قتل البخل وأحيا السماحا⁣(⁣٤)

  ٤ - أو على المفعول به الثاني - نحو: [الوافر]

  صبحنا الخزرجية مرهفات ... أباد ذوي أرومتها ذووها⁣(⁣٥)


(١). شبه الضرب بالقتل بجامع شدة الإيذاء في كل، ثم استعير للضرب الشديد على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية، ثم اشتق منه «مقتال» بمعني آلة الضرب على سبيل الاستعارة التبعية وشبه الإعراض عن سوء القول وعدم سمعه بالصمم بجامع عدم تأثير النفس بالقول في كل. وكذلك شبه الإغضاء عن العورات بالعمي، بجامع عدم تأثير النفس بالمرئي في كل.

(٢). لأن كلّا من الطغيان والنطق من شأن الإنسان.

(٣). لأن الضرب من شأن الخيام، لا من شأن الذلة التي هي أمر معنوي.

(٤). لأن القتل والإحياء لا يقعان إلا على ذي روح، والبخل والسماح معنويان لا روح فيهما، فدل هذا: على أن المراد بالقتل الإزالة، وبالإحياء الإكثار. شبه الإزالة بالقتل بجامع ما يترتب على كل من العدم والإكثار بالإحياء بجامع إظهار المتعلق في كل.

(٥). القرينة تعلق الفعل «صبح» بمرهفات وهي مفعول به ثان يقال: صبحه كقطع سقاه الصبوح، وهو شراب الغداة، ومرهفات اي سيوفا مرهفات، يقال أرهف السيف إذا حددة ورققه: واباده أهلكه، والأرومة الأصل =