المبحث الثاني عشر في المجاز المركب بالاستعارة التمثيلية
  ونحو: «إني أراك تقدّم رجلا وتؤخر أخرى» يضرب لمن يتردد في أمر، فتارة يقدم وتارة يحجم، ونحو: «أحشفا وسوء كيلة» يضرب لمن يظلم من وجهين، وأصله أن رجلا اشترى تمرا من آخر، فإذا هو رديء وناقص الكيل، فقال المشتري ذلك. ومثل ما تقدم جميع الأمثال السائرة نثرا ونظما.
  فمن النثر قولهم لمن يحتال على حصول أمر خفي، وهو مستتر تحت أمر ظاهر: «لأمر ما جدع قصير أنفه» وقولهم: «تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها» وقولهم: لمن يريد أن يعمل عملا وحده وهو عاجز عنه «اليد لا تصفق وحدها» وقولهم لمجاهد عاد إلي وطنه بعد سفر:
  «عاد السيف إلي قرابه، وحل الليث منيع غابه» وقولهم: لمن يأتي بالقول الفصل:
= وإجراء الاستعارة في المثل الثالث، شبهت هيئة من يظلم من وجهين، بهيئة رجل باع آخر تمرا رديئا وناقص الكيل، بجامع الظلم من وجهين في كل، استعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه، على طريق الاستعارة التمثيلية.
وإجراء الاستعارة في المثل الرابع، شبهت هيئة الرجل المتستر تحت أمر ليحصل على أمر خفي يريده، بهيئة الرجل المسمى (قصيرا) حين جدع أنفه ليأخذ بثأر (جذيمة) من (الزباء) بجامع الاحتيال في كل. واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه، على طريق الاستعارة التمثيلية
وإجراء الاستعارة في المثل الخامس أن يقال شبهت هيئة الرجل الكريم الأصل العزيز النفس الذي لا يفضل الدنايا على الرزايا عندما تزل به القدم. بهيئة المرأة التي تفضل جوعها على إجارتها للإرضاع عند فقرها بجامع ترجيح الضرر على النفع في كل واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه، على طريق الاستعارة التمثيلية.
وإجراء الستعارة في المثل السادس، شبهت هيئة من يريد أن يعمل عملا وحده وهو عاجز عنه، بهيئة من يريد أن يصفق بيد واحدة، بجامع العجز في كل. واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه، على سبيل الاستعارة التمثيلية.
وإجراء استعارة في المثل السابع، شبهت هيئة الرجل الذي يحصل بوجوه فصل المشكلات، بهيئة نبي اللّه موسى #، مع سحرة فرعون، بجامع حسم النزاع في كل، واستمر الكلام الموضوع للمشبه على طريق الاستعارة التمثيلية.
وإجراء الاستعارة في المثل الثامن، شبهت هيئة الرجل الذي لا يقول إلا الحق ولا يخبر إلا بالصدق، بهيئة المرأة المسماة «حذام» بجامع الصدق في كل واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه، على طريق الاستعارة التمثيلية.